سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
$$«الوطن» فى «كفر طمبدى»: نصف أبناء القرية مصابون بالكبد الأهالى تبرعوا ب3 ملايين جنيه لشبكة الصرف الصحى ولم ينفذ المشروع.. وانقطاع المياه يجبرهم على الشرب من «الترعة»
مدخل قرية كفر طمبدى يبدأ من على كوبرى أسمنتى مهدد بالانهيار، يمر بترعة تمتلئ عن آخرها بتلال القمامة، بعدها بأمتار قليلة يقف حشد كبير لأبناء القرية الذين يتنافسون على الفوز فى سباق السباحة بمياه الترعة التى تبعث برائحة كريهة إلى المنطقة المحيطة بها. ربات المنازل يجلسن على سلالم حجرية موزعة على شط الترعة لغسل المستلزمات المنزلية، بجوار مواسير الصرف الصحى التى تطل من منازل تقع مباشرة على الترعة، بناها أصحابها أثناء مرحلة الانفلات الأمنى التى أعقبت الثورة. أجواء القرية توحى بأنها بيئة خصبة لانتشار مرض الكبد الذى أصاب نصف أبنائها، وعلى الرغم من إدراك الأهالى خطورة ذلك فإن أحدا لم يقرر الابتعاد أو الاستغناء عن الترعة، والسبب هو عدم وجود مصدر مياه بديل، حيث يدوم انقطاع مياه الشرب عن المنازل لفترات طويلة، إضافة إلى عدم صلاحيتها للاستخدام الآدمى، ما يجعل مياه الصرف الموجودة بالترع أنقى منها، على حد وصف الأهالى. ويكشف الأهالى عن أن شبكة الصرف الصحى معطلة، ولم يجرِ العمل بها منذ إنشائها، على الرغم من دفع أهالى القرية لمبلغ 3 ملايين جنيه تبرعات للمشروع. أما تلال القمامة فتنتشر فى جميع أرجاء القرية بعد توقف مشروع النظافة الذى تبناه عدد من شباب القرية، بسبب إصرار رئيس مجلس المدينة على تحصيل 30% من قيمة دخل المشروع، على هيئة ضريبة. ويقول الأستاذ الدكتور حسام الدين عبداللطيف، أستاذ أمراض الباطنة ووكيل معهد الكبد القومى بالمنوفية: «غياب الوعى الصحى وعدم وجود إشراف طبى محكم على الخدمات الصحية أديا إلى ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الكبد إلى 12% من إجمالى سكان مصر»، ويضيف أن القرى الريفية بالمنوفية بيئة خصبة لانتشار المرض لأسباب عديدة؛ أهمها عدم وجود محطات للصرف الصحى، ما يضطر الأهالى للصرف فى الترع والمصارف، وفى نفس الوقت يعتمدون على هذه المياه فى غسل الأوانى والملابس والاستحمام وأحيانا الشرب، بجانب انتشار الفقر وغياب الوعى الصحى، وعدم وجود خطة شاملة لمعالجة مرض البلهارسيا الذى يعتبر من أهم أسباب انتشار المرض، وكلها أسباب تساعد على جعل هذه المناطق بيئة صالحة لانتشار الفيروسات الكبدية». ويطالب «عبداللطيف» بضرورة الاهتمام بمستوى مياه الشرب، والانتهاء فى أسرع وقت من العمل بشبكات الصرف الصحى وبدء العمل الفورى بها، إضافة إلى أهمية فرض نظام إجبارى للتطعيم ضد فيروس «ب» للكبار والصغار على حد سواء.