وصل آلاف الأكراد من سائر أنحاء أوروبا إلى باريس اليوم، مطالبين بالعدالة في قضية ثلاث ناشطات كرديات قتلن رميا بالرصاص بالمدينة العام الماضي. سكينة جانسيز، إحدى مؤسسات حزب العمال الكردستاني وأول امرأة مقاتلة فيه، وفيدان دوغان، وليلى سويليميز، الناشطات الشهيرات في أوروربا عثر عليهن قتلى بمركز ثقافي كردي في يناير 2013. واعتقلت الشرطة المواطن التركي عمر غوني، ووجهت له تهمة قتلهن. وتبين خلال تداول القضية أن غوني توجه إلى أنقرة اثنتي عشرة مرة خلال فترة قصيرة قبل عملية القتل، وتحقق السلطات الفرنسية الآن فيما إذا كان غوني على صلة بالحكومة التركية. وقال متين جانسيز، شقيق سكينة "الخلاصة الآن هي أنها دون أدنى شك جريمة سياسية. التحقيق الآن يقود في هذا الاتجاه". وقتلت الناشطات في ذات الوقت الذي بدأت فيه محادثات وقف إطلاق النار لإنهاء تسعة وعشرين عاما من الحرب بين حزب العمال الكردستاني وتركيا. حزب العمال الكردستاني، الذي وضعته تركيا والعديد من الدول على قوائم المنظمات الإرهابية، أطلق تمردا سعيا لاستقلال جنوبتركيا عام 1984، وهو الصراع الذي حصد أرواح نحو خمسة وأربعين ألف شخص. والآن، تغير هدفه ليصبح أكثر اعتدالا ويطالب بالحكم الذاتي للمنطقة. ونفت تركيا أي ضلوع لها في مقتل الناشطات. وطالب المجتمع الكردي بتعاون تركيا الكامل مع التحقيق الفرنسي. ومن المقرر أن يتوجه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند لزيارة تركيا في وقت لاحق من الشهر الجاري، وهي الزيارة التي تعد إذابة للجليد في العلاقات بين البلدين. ولم يقم أي رئيس فرنسي بزيارة تركيا منذ ما يزيد على عشر سنوات. وانطلقت مظاهرات مشابهة للمطالبة بالعدالة في مقتل الناشطات الثلاث في كل من لندنوإسطنبول يوم السبت. وفي إسطنبول واجهت الشرطة مئات النساء المحتجات بالغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه أثناء محاولتهن تنظيم مسيرة باتجاه السفارة الفرنسية.