أكد الدكتور حازم الببلاوي، رئيس مجلس الوزراء، أن الوضع الأمني بدأ في التحسن بشكل قوي، موضحًا أن الدولة شهدت اختلالا أمنيا كبيرا تمثل في بؤر إجرامية في القاهرة كانت تحمل سلاحا وتهدد المجتمع، وكانت تعلن على الملأ استخدام القوة وتحدي القانون. وأوضح رئيس الوزراء، في حواره مع الإعلامي محمد الجندي على قناة cbc EXTRA، أن الدولة كان لا بد عليها أن تتعامل مع اعتصامي رابعة والنهضة بأي طريقة. وتابع "حاولت الدولة أن تتفاوض مع هذه العناصر التي كانت تتحدى القانون والدولة، وكانت هذه الجماعات لا تريد غير رؤيتها فقط وترفض أي استماع للغة العقل". وشدد الببلاوي على أن الدولة تثبت كل يوم قوتها على فرض الأمن، وستكتمل بمشيئة الله جميع أركان خارطة الطريق. وأوضح أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو، كانتا تهدف إلى إصلاح مصر بجميع أركانها وهو ما يتحقق حاليًا. وأكد الببلاوي أن هناك أشياء كثيرة تحققت على أرض الواقع على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، مقارنة بالفترة السابقة. وأشار إلى أن الحكومة الانتقالية عندما أتت إلى الحكم واجهت مشاكل عملاقة في جميع الجوانب، لكن حاليًا تغيرت الأمور كثيرًا بشكل إيجابي، إلا أنه لا تزال هناك مشاكل في جميع المجالات ولكن بشكل أقل من ذي قبل. وأضاف "لم تكن هناك رؤية واضحة في الاقتصاد المصري لكن بدأ يتعافى تدريجيًا، وأمور كثيرة تتحسن، وفي نهاية الأمر هناك خارطة طريق نسير عليها حتى اكتمال البناء المؤسسي لتبدأ الدولة". وأوضح أن الخطوة الأولى هي إعداد مشروع الدستور، وهي خطوة هامة وناجحة تتمتع بقبول غالبية الشعب المصري. وبخصوص عمل لجنة الخمسين، وصف رئيس الوزراء هذا العمل بأنه مجموعة من النقاشات والآراء تمت الموافقة عليها بإجماع. ومن ناحية أخرى أشار الببلاوي إلى أن الإخوان كان لديهم مشروع سياسي يسعون لتحقيقه على مدار 80 عاما ولكنهم فشلوا لذلك لم يجدوا أمامهم سوى اللجوء للعنف، مؤكدا أن كل ما حدث كان متوقعا. و أكد أن الإرهاب ظاهرة مركبة ويهدف إلى ترويع المواطنين وتهديد أمن المجتمع بأكمله مشيرا إلى أن الدولة كان ينبغي عليها أن تتعامل مع الإرهاب المفرط بطريقتين، الأولى طريقة قانونية، والثانية طريقة أمنية، وأن الجانب القانوني يتمثل في إصدار قوانين تجرم جميع أعمال العنف، والجانب الأمني يتمثل في المواجهة الأمنية على الأرض للتصدي لكل أعمال الترويع التي تهدف للنيل من مصر وشعبها. وبسؤاله عن إدراج جماعة الإخوان منظمة إرهابية، أكد الببلاوي أن هذا القرار جاء بإجماع الوزراء، لكن في النهاية صدر القرار الصائب. ونفي رئيس الوزراء، أن يكون هناك خلاف في الرؤى بين الوزراء حول قرار تصنيف الإخوان بالإرهابية. وقال الدكتور حازم الببلاوي إن العدالة الاجتماعية ستتحقق مع الوقت، وقد بدأنا بالفعل في خطوات تنفيذها، ولا يمكن إنجاز كل الملفات دفعة واحدة. وأضاف أن حكومته طرحت الحد الأدنى والحد الأقصى للأجور من ضمن خطوات تحقيق العدالة الاجتماعية والذي سيدخل حيز التنفيذ خلال الأيام المقبلة، مؤكدا تطبيقه على كل مؤسسات الدولة بلا استثناء وأشار إلى أن عدد الموظفين في مصر بلغ 6 ملايين ونصف المليون موظف سيطبق عليهم الحد الأدنى الذي ارتفع إلى 1200 جنيه بعدما كان 780 جنيها، وأن الجميع سيشعر بتحسن أحواله نسبيا بعد تطبيق القانون ، مؤكدا اهتمام الحكومة برفع مستوى الخدمة الصحية لأنها جزء من العدالة الاجتماعية، مؤكدا أنه لا يجب النظر للعدالة الاجتماعية من منظور واحد. وأكد الببلاوي أن النقد الموجه إلى حكومته يدعو للاطمئنان، مشددًا على أنه لم يسمع نقدا يتهمه بالفساد أو ضعف الضمير أو تهريب أموال إلى الخارج. وأوضح أن كل ما يوجه إلى حكومته وصفها بالبطء والأيادي المرتعشة ، وتابع "عند وجود اعتصامي رابعة والنهضة كان معظم الناس يدعون أن الحكومة بطيئة في فض الاعتصام، كان لا بد من إعطاء الفرصة للاعتصامين بالفض سليمًا حتى لا يقع قتلى". وعن مشكلة القمامة، قال إن شوارع القاهرة الكبرى بها حوالي نصف مليون طن قمامة، مؤكدا أن رفعها يتطلب إمكانات من لوادر ومعدات، والتي تتطلب وقتا وتمويلا ضخما، وأن الحكومة تسعى لرفع مستوى النظافة وفقا للإمكانات المتاحة. وأكد وجود مشكلة كبيرة في الطاقة تهدد مصر لأن العجز في مخصصات الطاقة يبلغ الآن 800 مليون دولار شهريا بخلاف ما ننتجه ونصدره من مواد الطاقة. وأشار إلى أن الطاقة الشمسية هي المستقبل، لذلك سيلجأ العالم كله في الفترة المقبلة إلى تطوير مشاريعها، مؤكدا ارتفاع تكلفة تنفيذها. وعند سؤاله إذا كان الفريق أول عبد الفتاح السيسي هو من يدير البلاد، صرح بأنه يشعر بأنه رئيس وزراء حقيقي ويدير جميع الأمور، مؤكدا أن الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزيرا منضبطا يسعى جاهدا لأداء واجباته شأنه مثل كل الوزراء المخلصين لمصر مؤكدا أن رئيس الجمهورية يقوم بدور هام فهو رمز البلاد ويعطي المصداقية للدولة. وأكد أن مصر تستحق في الفترة المقبلة رئيسا قويا لديه رؤية قادر على اتخاذ قرارات حاسمة، وأن يكون لديه القدرة على إقناع المصريين بضرورة العمل، وأن الشعب لن يستجيب لأي رئيس غير مقتنع به. وأشار إلى أن الفترة المقبلة تتطلب جهدا كبيرا من المصريين، مؤكدا أن ثورتي 25 يناير و30 يونيو أيقظت المصريين ليطالبوا بحقوقهم في الدولة. وعن إمكانية قبوله منصب رئيس الوزراء مرة أخرى بعد انتهاء المرحلة الانتقالية، أكد الدكتور حازم الببلاوي أنه عندما تولى هذا المنصب كان يعلم جيدًا بخطورة وصعوبة المرحلة. وتابع :"عندما توليت رئاسة الحكومة كان لا بد من وضع رؤية لأهم الأمور العاجلة التي سوف نعمل على حلها، لأن أي مسؤولية تحتم على قائدها أن يضع لها رؤية عملية". مشيرا إلى أنه لن يقبل منصب رئيس الوزراء إذا عرض عليه مرة أخرى، واصفًا هذا بأنه "عملية انتحارية".
