اعترف بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، اليوم بصعوبة عملية التفاوض بين الحكومة السورية وجماعات المعارضة في مؤتمر "جينيف" الدولي، المزمع عقده في 22 يناير الجاري. وقال الأمين العام للأمم المتحدة، في مؤتمر صحفي عقده اليوم بمقر الأممالمتحدة بمناسبة بدء العام الميلادي الجديد، "إن المفاوضات لن تكون بالأمر السهل، ولا يتعين أن يتوقع أحد ذلك". وأضاف "أريد أن أقول إن الهدف الأساسي من انعقاد مؤتمر "جينيف-2" هو تأسيس هيئة حكم انتقالي بالتراضي بين الطرفين السوريين. إنني أعرف أن هناك بعض التفسيرات المختلفة، لكن ذلك هو ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر "جينيف-1"، ولا يعتقد أحد أن "جينيف-2" سيكون أمرا سهلا، إنها مسألة صعبة". وشدد بان كي مون على ضرورة أن تذهب الدول المشاركة في مؤتمر "جينيف-2"، بإرادة قوية لمساعدة الطرفين على التوصل إلى اتفاق، وقال إنه "يتوقع أن يذهب المدعوون إلي المؤتمر محملين بتلك الإرادة من أجل المساعدة في المضي قدما". واستطرد بان كي مون " لقد وجهت يوم الإثنين الماضي، دعوات رسمية للحضور إلى مؤتمر جنيف حول سوريا، وإنني أناشد الأطراف المتحاربة، وجميع أولئك الذين لديهم نفوذ عليهم، أن يدركوا أنه لا يوجد حل عسكري لهذا الصراع وأن يعملوا معا من أجل التوصل إلى حل سياسي يقوم على تنفيذ بيان جينيف1". وأكد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة قيام جميع الأطراف في سوريا بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المناطق المحاصرة، وقال "إن الوضع في الغوطة الشرقية صادم للغاية مع وجود ما لا يقل عن 160 ألف شخص دون مساعدات لأكثر من عام". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء حوادث العنف التي شهدها لبنان في الشهور الأخيرة. وأضاف في المؤتمر الصحفي قائلا "لقد أدنت بشدة وقوع تلك الحوادث، وإنني أدعو جميع اللبنانيين إلى ضبط النفس، كما أدعو الشعب اللبناني إلى ضرورة احترام مؤسسات الدولة". وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه سيجتمع مع الرئيس اللبناني ميشيل سليمان، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي على هامش انعقاد اجتماع الدول المانحة في الكويت الأسبوع المقبل. ونوه بان كي مون إلى ضرورة إسراع لبنان بتشكيل الحكومة، وقال إن رئيس الوزراء اللبناني قد تم ترشيحه منذ عام تقريبا، لكن الحكومة لم يتم تشكيلها حتى الآن، علي حد قوله. وحول الموقف في السودان، رحب الأمين العام للأمم المتحدة ببدء المحادثات المنعقدة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا بشأن الأزمة في جنوب السودان، وأثنى على الدور الذي يقوم به الاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية "إيجاد". وتابع بان كي مون قائلا "لقد أجريت اتصالا هاتفيا أمس مع الرئيس سلفاكير ودعوته إلى إظهار القيادة والمرونة السياسية عن طريق الإفراج عن السجناء السياسيين فورا. إن جنوب السودان على مفترق طرق، ولا يمكن حل هذه الأزمة إلا من خلال المفاوضات، وإنني أحث الجانبين على التفاوض بشكل جدي". وردا علي سؤال بشأن تلويح الولاياتالمتحدةالأمريكية بفرض عقوبات علي جنوب السودان، قال الأمين العام للأمم المتحدة "إنني لست في موقف يسمح لي بالتعليق علي ذلك، لكن العقوبات تأتي عن طريق مجلس الأمن الدولي. وإنني أدعو الجميع في جنوب السودان إلى الإحجام عن استخدام العنف". وأشار إلى وجود ما يقرب من 75 ألف شخص من السكان المدنيين الذين لجأوا إلى مخيمات الأممالمتحدة في جنوب السودان، وقال إنه سيبعث مساعده، إيفان سوفيميتش، إلى جنوب السودان لمراقبة ورصد أية انتهاكات لحقوق الإنسان، مشددا علي أن المتورطين في تلك الانتهاكات سوف يتم تقديمهم إلى العدالة.