من كواليس ثورة 30 يونيو.. حدث بالفعل. الزمان: 27 يونيو 2013. في ظل أزمة الوقود المفتعلة في ذلك التوقيت من النظام السابق، قررت أن أستقل سيارة أجرة متوجها من مصرالجديدة إلى المهندسين، وبدا الحديث بيني و بين قائد السيارة كالتالي: أنا: تاكسي.. المهندسين. السواق: تعالى يا باشا. وهنا تاتي المفاجاة.. السواق: حضرتك نازل يوم 30 ولا تنزل؟ أنا: نازل طبعا.. هو فيه حد مش نازل؟ السواق: كده نكمل الطريق. أنا: يعني لو مش نازل كنت بجد هتنزلني؟ السواق: والله يا بشمهندس لسه كان راكب معايا واحد من اياهم اللي ما يتسموا ولاد ال.. وقالي إن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بيصلي خلف مرسي. أنا: حسبي الله ونعم الوكيل.. وعملت اية لما قالك كده؟ السواق: قلتله علية الطلاق من نسواني التلاتة لا انت نازل... يا باشا أنا يوم 30 بأمر الله هاخد ال 3 نسوان والعيال الخمسة، ونازلين التحرير مش راجعين غير لما يرحل. وكانت حكمة اليوم من الجملة الأخيرة لهذا المواطن المحترم: "يا باشا احنا نازلين، يا نجيب القوت يا نموت". عدت إلى منزلي وأنا على يقين بأن يوم 30 يونيو سيكتب في التاريخ لشعب عظيم، يوم سنقصه لأولادنا وأولاد أولادنا لو كان في العمر بقية. اتخذت قراري بالمشاركة يوم 30 يونيو رغم التهديدات والوعيد بالسحق من قبل أبناء المحظورة، وكانت بداية خطواتي أنا وزوجتي بمسيرة شارع الثورة المتوجهه إلى قصر الاتحادية، بها لحظة مهيبة تتسم بالإحساس بالأمل والإصرار والحماس، من مزيج من اطياف الشعب المصري.. أحلام وتوقعات كثيرة رسمت على وجوه من كانوا بجانبي في المسيرة. كانت المشاعر منقسمة ما بين الخوف على مصر، و بين إحساس المضي إلى تحقيق الهدف و صناعة التغيير.. كان استشعار التغيير القادم هو السمة الغالبة على وجوه جميع فئات الشعب جنبا إلى جنب. وبعد أن تحقق الحلم بإقرار أمنيات استمارة تمرد وتحولت الحياة في مصر. وبعد مرور 5 اشهر على تطبيق خارطة الطريق، عادت التظاهرات والانقسامات، وكأنما يوجد من يبحث عن الفوضى، ويأبى أن تستقر مصر، ناهيك عن الأداء المرتعش للحكومة، وكأن مصر لا يوجد بها كفاءات صالحة لقيادة السفينة. فهل حققت الثورة مطالب المواطن البسيط سائق السيارة الأجرة؟ صراعات كثيرة بين من يطلقون على أنفسهم النخبة، يتحدثون في التلفاز بلسان المواطن، وملأوا الهواء ضجيجا عن مطالبهم. أصبح الجميع يتحدثون ويأكلون ويشربون سياسة، ويتصارعون لمصالح شخصية، طامحين لكوتة أو قطعة من الكعكة، ويتصارعون، ولم ينظروا إلى ما وصل إليه حال المواطن البسيط. ثورة على التلفاز وشبكات التواصل الاجتماعي، وفي المسيرات والتظاهرات، بلا قرارت إصلاحية جدية توحي بالتغيير يشعر بها المواطن البسيط "ليست ثورة". فاحذركم من الطوفان.. طوفان من يبحثون عن رغيف الخبز والحقوق الأساسية والعيش الكريم.. من أجل تمرير قانون أو صناعة فرعون، فانصتوا وافعلوا قبل فوات الأوان.