كان يا ما كان يا سادة يا كرام، وما يحلى الكلام إلا بذكر النبي عليه الصلاة والسلام. كان في زمان مش من بعيد، من 12 شهر، 52 أسبوع، 365 يوم، ومكان قريب مش بعيد، بلد محروسة، تاريخها عريق، عاشت حكايات كتير، وكل يوم كان ليها حكاية، والبداية كانت حزينة، معركة الاتحادية وجبنه نستو يا معفنين، وتعرية وسحل مواطن، لبلاك بلوك، وما حدش عارف مين دول ولا جم منين ولا راحوا فين، الكهربا مقطوعة وضلمة يا مصر، وأزمة بنزين، ناس تقول تمرد يطلعوا عليهم بتجرد، والناس اتفرقت، ناس تنزل ميدان التحرير وناس تروح إشارة رابعة، وناس تطلع بالميدان الثالث، ومش كفاية علينا زحمة وطول الطوابير، من طابور العيش لطابور الأنابيب، طلعولنا بالطابور الخامس، واحجز مكانك يا مواطن، واللي يصدعنا بالشرعية ونسي إن الشرعية للميدان، نازل والا متنازل "ثورة شعبية ولا انقلاب"، كل يغنى على ميدانه ( تحرير، رابعة).. ولما كل الميادين والشوارع تقول تمرد، ارحل.. يبقى الكلمة للميادين، والشعب قال كلمته. أيام مرت وكان التفويض، وفي رمضان ولأول مرة المسلمين والمسيحيين يصوموا ويفطروا مع بعض.. هي دى مصر اللي كانت بتبعد عننا ورجعت تاني. لما تلاقي المخطوفين ذهنيًا في مولد رابعة، وتسمع "اخلع نعليك إنك بوادي رابعة المقدس". اللى يقول العيد جه قبل رمضان، واللي يقول العيد مجاش السنة دي. فض "رابعة" و"النهضة" وترسانة أسلحة، دم في كل مكان، مين مات ومين هرب، ونيولوك لكل جبان حرض وهرب وساب غيره يموت. كنا إيد واحدة شالوا منها صباع وقالوا "رابعة" آه يا بلد وجعانا ووجعينها. وحتى لما يحصل حظر تجوال، تلاقى الناس في البيوت بتدور على اكتشافات الحظر وروايات للحظر. مرسي راجع.. لا مش راجع.. تسريبات.. تسجيلات. عام كامل مر بأحزانه وأفراحه، بدموعه وابتساماته، بضعفه وقوته، سمعنا وشاهدنا وعشنا لحظة بلحظة. بدأ ب"زغروته" و3 أرغفة لكل مواطن، وكهربا مقطوعة، والأطفال لبسوا أكفان وبيلعبوا جنازة.. حمام زاجل ورسائل تجسس والبطة الجاسوسة، وانتهى بتفجيرات وريحة الدم في كل مكان.. ناس خلعت الأقنعة، وناس لبست أقنعة، وناس ركبوا الموجة، وناس هربت بالصمت.. مظاهرات وقانون تظاهر، ودستور في انتظار استفتاء، وفيه حكايات كتير لسه منسية. 2013 تنتهى و الفرحة مسروقة.. 2014 تبدأ حكاية جديدة بالأمل. وتوتة توتة خلصت الحدوتة. اللهم في العام الجديد عوضنا عما فقدناه في العام الماضي، وأبدلنا خيرا منه، وعافنا واعف عنا، وحقق أمانينا، ووفقنا إلى ما تحب وترضى يا رب العالمين.
