تحول «محمد جمال» إلى أحد معالم «محطة مصر» بالإسكندرية، يرقد الرجل الخمسينى على نفس حاله تحت إحدى الأشجار قرب سور المحطة منذ 10 سنوات، دون أن يتحرك يمينا أو يسارا، ويقتات على مساعدات رواد المحطة. يقول «محمد جمال»، الذى لا يملك من حطام الدنيا سوى كرتونة وبطانية: «يدى وقدماى مش حاسس بيهم كأنهم مش موجودين أصلا». ويضيف بحدة وعصبية ل«الوطن»: «هعمل إيه؟ أنا قاعد فى الشارع، هروح فين؟ لا قادر اتحرك ولا بعمل أى حاجة، بيتنا وقع ومن ساعتها وأنا فى الشارع، بقالى 10 سنين على الحال ده».. ثم سكت قليلاً واستطرد حديثه: «ما تجيبوا حاجة لله علشان آكل بيها». واختصر «عم جمال»، الذى يحرص على وضع «شنطة بلاستيك» بجواره ليحتفظ بداخلها بالأطعمة التى يجود بها المواطنون، قصة حياته منذ تهدّم منزله قائلاً: «أنا والدبان والكلاب عايشين لبعض»، قبل أن يتابع: «ماليش حد خالص فى الدنيا، أبويا وأمى ماتوا، ومن ساعتها وأنا فى الشارع سابونى وراحوا، وأنا يعنى هعمل إيه؟ انتم عايزين منى إيه؟ ما تسيبونى أنام.. أنا تعبان ومش قادر أتكلم واتخنقت، يلا روحوا من هنا عايز أنام، وقبل ما تمشوا هاتولى علبة سجاير».