سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«وصلة نهر الكونغو»: المصريون على أبواب كارثة جديدة «علام»: الاتفاقيات الدولية تمنع نقل المياه من حوض إلى آخر.. و«القوصى»: يسهل على إثيوبيا ادعاءاتها بأن مصر لديها بدائل.. و«نورالدين»: المفاوض الإثيوبىأسوأ من الإسرائيلى
لم ينتهِ المصريون من أزمة سد النهضة حتى استيقظوا على مبادرة لربط نهر الكونغو بنهر النيل عبر وصلة تسمى «وصلة نهر الكونغو»، الذى يُفترض أن يوفر لمصر نحو 95 مليار متر مكعب من المياه سنوياً، ويتيح لها زراعة 80 مليون فدان، كما أنه سيوفر لمصر والسودان والكونغو طاقة كهربائية تقدّر بحوالى 18 ألف ميجاوات، أى عشرة أضعاف ما يولده السد العالى. الدكتور محمد نصر علام، وزير الرى الأسبق، يرى أن الفكرة مستحيلة التطبيق فى الوقت الراهن، لأن الاتفاقيات الدولية تمنع نقل المياه من حوض إلى آخر، مؤكداً أن مشروع نهر الكونغو سيتسبب فى إهدار المليارات. ولم يستبعد «علام» أن يكون هناك تواطؤ مع جهة ما فى الحكومة الحالية للتغطية على أزمة سد النهضة التى لم تنتهِ بعد، لافتاً إلى أن الإعلان عن مثل هذه المشروعات فى الدول المتقدمة يأتى من قِبل متخصصين.. بعكس ما حدث فى سد النهضة. وقال «علام» إن النخبة ما زالت تعبث بمصير وحياة المصريين وتسعى طوال الوقت إلى تضليل الرأى العام من خلال الترويج لإمكانية حل مشكلة سد النهضة عن طريق مشروع نهر الكونغو. الدكتور نادر نورالدين، أستاذ الموارد المائية والرى بجامعة القاهرة، وعضو اللجنة الثلاثية لدراسة مشروع سد النهضة، أكد بدوره أن توقيت طرح فكرة وصلة نهر الكونغو فى الوقت الحالى خطأ كبير، خصوصاً أن مصر تجرى الآن مباحثات شاقة مع إثيوبيا، والمفاوض الإثيوبى أصعب وأسوأ من الإسرائيلى، لأنه ناقم على مصر طول الوقت: «إثيوبيا عندها حق تقول طالما فيه بديل، يبقى سيبونا نكمل مشروع سد النهضة». ويستطرد «نورالدين»: «إحنا كده هنسيب البلد اللى لينا فيها حقوق، وبينا وبينها اتفاقيات ونفكر فى البلد اللى مفيش بينا وبينها أى اتفاقيات»، مشيراً إلى أن وزارة الرى تدير ملف سد النهضة بطريقة خاطئة، فهى لا تستعين بخبراء فى تقديم مقترحات لإنهاء الأزمة، بل تقدم مقترحات تزيد الأمور تعقيداً، متسائلاً: «إلى متى يتم إطلاق المشاريع دون دراسات تفصيلية، بل أغلبها يعتمد على العشوائية؟». ضياء القوصى، خبير شئون المياه ومستشار وزير الرى الأسبق، يرى أيضاً أن إطلاق مثل هذه المبادرات فى الوقت الراهن يعطى ذريعة للجانب الإثيوبى بأن مصر لديها بدائل، فلماذا الإصرار على وقف مشروع سد النهضة؟ وقال «القوصى»: «حوض نهر الكونغو يجمع عشر دول، ولا تملكه الكونغو بمفردها».. ويستكمل: «اللى بيروّجوا لنهر الكونغو مايعرفوش مصلحة مصر فين»، لافتاً إلى أن الدراسات المقدّمة غير مكتملة والتكاليف باهظة، ولا تتناسب مع الظروف التى تمر بها البلاد فى الوقت الراهن.