البداية.. طفل عمرة 8 سنين فى الابتدائية، شايف المدرس حاجة كبييرة قوى، حد له احترام ومكانه، شايف إن القلم الأحمر ده رمز مهم قوي يتمنى يجي اليوم اللي يمسكه ويكون ملكه. بيتعب ويجتهد وتعدى السنين، والطفل يبقى شاب ويستقبل صدمة عمره.. بيقولك عارف مسرحية مدرسة المشاغبين، ديه حقيقية على فكرة، أه والله.. موجودة فى فصول فيها طلبة ومدرسين من لحم ودم، تلاقى الأستاذ المبجل المحترم ولا له أي أهمية، يفضل يدعى إن اليوم يعدى على خير، وياريت على قد كده، ده كمان لازم يتعامل مع سخافات وتعديات أولاده الطلاب، من غير ذرة اعتراض، حتى لو وصل الأمر للإهانه، وده كله ليه؟ لأن المدرس ملوش أي صلاحية جوه الفصل غير الشرح بس، يعنى خش قول الكلمتين واخلص، إنما وظيفة المدرس التربوية اتنست مع الأيام، وأظن الأستاذ رمضان أبو العلمين عرض لنا شكل وستايل المدرس العصرى. لما ده اللى بيحصل جوة الحصة، أومال الللى برة إيه؟ نيجى بقى للكاش، أو "الحسنة" آخر الشهر، بيقعد أستاذنا المبجل يفكر ويتأمل ويبتكر، هيقضى شهره إزاى من غير مايجوع أو يتعب.. لأن ده لو حصل مرتبه هيلعب معاه الدنيئة ومش هينصفه، يعنى منظومة التعليم حاليا تتلخص في مايلي: مدرس غير مؤهل تربويا.. وأحيانا علميا. إدارة مدرسية لا تكيل إلا ب"الكوسة". طالب جاى يقضي ساعتين وخلاص. سياسة تعليمية حكيمة لتأديب المدرس. يبقى الناتج مستوى تعليمى مشرف.. وينافس السوق المحلية لذوي الأربع, بعد الفحص والمتحيص، يجى عمنا المدرس ويأجر أوضة وشوية كراسى وتربيزة خشب زان، ويبدأ يروج لبضاعتة، كام عيل فى كام حصة فى كام مجموعة تبقى غله عال، والبلية تلعب معاه. ونرجع نقول العيب فى مين وفين؟ عاوز شهاده حق.. عمنا المدرس ده إيه اللي وصله لكده، إية اللى خلاه يستنى الظرف آخر الشهر من طلابه، إيه اللي خلاه يأجر الأوضة، إيه اللي خلاه مهان وملوش كرامة من الأساس؟ اللي يعرف الإجابة، له عندى هدية شهر في الدرس من غير ولا مليم، والعنوان ميتوهش: حارة المدرسين، مصطفى بتاع علم النفس.