قالت الشرطة ومصادر طبية، إن اشتباكات اندلعت عندما فضت الشرطة اليوم، اعتصاما للسنة في محافظة الأنبار بغرب العراق، الأمر الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا. وبدأ الاعتصام قبل نحو عام بمظاهرات احتجاج على ما يعتبره المعتصمون، تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي التي يقودها الشيعة. وتعهد المالكي، بإزالة مخيم الاعتصام متهما المحتجين بإثارة الفتنة وإيواء مسلحين مرتبطين بالقاعدة.وزادت حدة العنف هذا العام مع استهداف المسلحين المرتبطين بالقاعدة للحكومة وكل من يعتبرونه مؤيدا لها وهو ما أثار القلق من تجدد الصراع الطائفي الذي أودى بحياة عشرات الألاف في 2006 و2007. وقتل 11 شخصا أمس في هجمات متفرقة في أنحاء العراق. وقالت الشرطة إن اشتباكات أمس اندلعت عندما اطلق مسلحون النار على القوات الخاصة التابعة للشرطة التي كانت تحاول دخول مدينة الرمادي مقر الاعتصام.وقال مصدر: إن المسلحين دمروا أربع مركبات للشرطة وقتلوا ثلاثة على الأقل من أفراد الشرطة في شمال الرمادي. وأبلغت مصادر في مستشفى "الرمادي" ومشرحة المدينة وكالة "رويترز" للأنباء، أن جثث عشرة أشخاص آخرين قتلوا في الاشتباكات نقلت إلى المشرحة. وفي الفلوجة، هاجم مسلحون دوريات للجيش انتشرت على الطريق السريع الرئيسي المؤدي للرمادي.وندد الشيخ عبد الملك السعدي، رجل دين سني بارز، كان قد دعا المحتجين إلى الحفاظ على السلمية بالعملية الأمنية ودعا قوات الأمن للانسحاب على الفور لمنع المزيد من إراقة الدماء. ووصف حكومة المالكي، بأنها حكومة طائفية تريد القضاء على السنة في البلاد وحث أعضاء الحكومة والبرلمان والمجالس المحلية من السنة على الاستقالة ومقاطعة العملية السياسية. وبعد بضع ساعات قدم ما يزيد على 40 نائبا سنيا يمثلون نسبة كبيرة من أعضاء البرلمان استقالتهم. ولن تصبح الاستقالة سارية ما لم يقبلها رئيس مجلس النواب لكنها تزيد الضغوط على المالكي. ودعا السياسي السني البارز صالح المطلك، كل نواب الكتلة العراقية التي يدعمها السنة إلى الانسحاب من العملية السياسية قائلا: إنها وصلت إلى طريق مسدود، مضيفا "المطلوب استقالة جميع أعضاء مجلس النواب من القائمة العراقية من البرلمان العراقي واستقالة كل المشاركين في الحكومة من نائب رئيس الوزراء إلى الوزراء واستقالة كل المساهمين في العملية السياسية من رئيس مجلس النواب إلى رئيس القائمة العراقية ومغادرة هذه العملية السياسية". وأضاف للصحفيين، "بل نذهب إلى أكثر من ذلك أن نعيد النظر في القوائم التي قدمناها في الترشيحات علي الانتخابات القادمة؛ لأننا نري أن انتخابات في أجواء من هذا النوع محسومة مسبقا ولذلك أن يرتفع صوتنا عاليا ونقول لا يمكن ان نقبل بعملية سياسية تسير بهذا الطريق." وقام الجيش بعملية كبيرة في الأنبار، لإخراج مسلحي القاعدة منها بعد هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 18 جنديا من بينهم قائد فرقة في 21 ديسمبر.ثم ألقت قوات الأمن القبض يوم السبت على نائب سني بارز من كتلة العراقية في المنطقة بعد أن قتلت شقيقه في معركة مع حراسه. ودفع الحادث رجل الدين السني السعدي، إلى حث المحتجين السنة على الدفاع عن أنفسهم. وفى سياق آخر، قالت الشرطة: إن ثلاث قنابل انفجرت في أماكن مختلفة في بغداد وقتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص، مضيفة " أنه عثر على ثلاثة من أفراد الشرطة قتلى على جانب طريق في منطقة "أبو غريب" غربي العاصمة بعد أن خطفهم مسلحون. وقالت الشرطة: إن نائب محافظ "صلاح الدين"، نجا ولم يصب بأذى بعد أن انفجرت سيارة ملغومة قرب موكبه في تكريت وأصيب أربعة من حراسه، مضيفة أن عشرة أشخاص على الأقل جرحوا في انفجار سيارة ملغومة قرب مسجد شيعي في الجزء الجنوبي من كركوك.