من منهما إختار قدره، من منهما إختار أن يخلق فقيرًا لا يملك سوى الأحلام.. طفولة بريئة قتلها الفقر في مختلف دول العالم الثالث، ربما لا تقدر حياتهم بثمن، ولم يجدوا أمامهم سوى تقبل الواقع الأليم، مهما بلغت قسوته، ومحاولة تغيره للأفضل سعيًا وراء خيالهم وأحلامهم. "سوفي كنيجيف" مصور بلجيكي، سافر إلي أكثر من دولة، تندرج تحت مسمى دول "العالم الثالث"، صور أكثر من طفل فقير، يعيش في العشوائيات المختلفة، يحلم بواقع مختلف، يحلم بأن يتغير مستقبله للأفضل ربما ليصبح طبيًبا، مهندسًا أو يتحول لممثل يجسد قصص درامية وواقعية عاشها بنفسه، من خلال "صورة واحدة" فقط تجمعه مع حلمه. التقط كنيجيف، صورة لطفل من الهند، تبدو عليه معالم الفقر، بشرته سمراء، يرتدي ملابس بالية، ويضع شارة الضباط ليعبر عن حلمه، بأن يصبح ضابط شرطة في المستقبل ربما ليحقق العدل الذي لم يتحقق معه. في صورة أخرى، ظهر أحد الأطفال في بالي، وهو يرتدي عباءة بيضاء بسيطة، ويضع حول رقبته سلكًا قديمًا يحمل في أخره "لمبة"، يتمنى بأن تتحول إلى "سماعة طبيب"، يداوي بها جرح المرضى. وتحلم الفتاة الإفريقية التي ظهرت في أحدى الصور، بأن تصبح ممثلة مشهورة، ترتدي فستانًا منفوشًا، وتضع قبعة حمراء قديمة. فيما وقف أحد الأطفال، ينظر نظرة حالمة، بأن يتحول مستقبله إلى رجل أعمال ثري، ربما ستيغر النقود ظروفه الصعبة التي عاشها في الهند، وارتدى الطفل بدلة خضراء أنيقة، ووضع كنيجيف، خلفه ستارة سوداء ليساعده على الاندماج في حلمه. وجسد نيجيف، نماذج مختلفة للأطفال المشردين من الهند، جنوب إفريقيا، بالي، البرازيل، وغيرها. أعمار صغيرة تتمنى مستقبل أفضل لنفسها وواقع مختلف، بعيدًا عن قسوة الفقر وغياب الإنسانية.