تحولت ساحة مشرحة مستشفى المحلة العام بالغربية إلى ساحات «مبكى»، حيث وقف الأهالى ينتظرون جثث ذويهم الأربعة الذين لقوا حتفهم تحت أنقاض منزلهم الكائن بمنطقة شكرى بمدينة المحلة الكبرى مساء أمس الأول، فيما كلّف أقارب الضحايا مجموعات أخرى من بينهم، لمتابعة عمليات البحث عن ناجين، والتى طالت لأكثر من تسع ساعات استمرت من مساء أمس الأول حتى مطلع الفجر. وأعرب أهالى الضحايا عن غضبهم بهتافات منددة بمحافظ الغربية بعد تقاعس الأجهزة التنفيذية عن إرسال معدات لرفع الأنقاض وانتشال الجثث المصابين وقالوا إن الأجهزة المعنية لم تصل إلى مكان الحادث إلا بعد أكثر من ثلاث ساعات من وقوع الكارثة. محمد ذكى، أحد الناجين من المنزل يروى ساعات الفزع التى قضاها بين أنقاض المنزل فى بداية انهياره، قائلاً: «كنت بداخل إحدى غرف المنزل، يتواتر إلىّ إحساس بأن هناك شيئاً ما سيحدث، حاولت التغلب على توترى، وفى غفلة شاهدت تراباً كثيفاً يعمّ الأرجاء، ثم بدأت الجدران تتساقط من حولى، هرعت إلى خارج الغرف، كى أنقذ زوجتى، ولكن قدرها سبقنى، سكن جثمانها تحت أنقاض أحد الجدران، فهرولت إلى الخارج علّنى أستطيع إنقاذ أى شخص، ولكن الله فرّق بين الحى والميت، سيطرت علىّ حالة من الذهول ولم أصدق ما رأيت، رغم أن المنزل صدر له الكثير من قرارات الإزالة، وكان حرياً بنا أن نتوقع مثل هذه الكارثة، ولكن حتى لو أخذنا احتياطاً من الحادثة فماذا نفعل، فنحن لا نملك مكاناً آخر لنسكن فيه.. ما باليد حيلة». كان اللواء أسامة بدير، مدير أمن الغربية، تلقى إخطاراً من العقيد طارق عطوية، مأمور قسم أول المحلة الكبرى، مساء أمس الأول، يفيد بانهيار منزل مكون من 3 طوابق على مساحة واسعة ملك سامى حبيب متريوس، وذلك بعد حدوث تصدّعات وشروخ مفاجئة فى جدران وحائط الدور الأرضى، على الفور تم الدفع بقوات الحماية المدنية وسيارات الإسعاف والمعدات لرفع أنقاض العقار وانتشال جثث الضحايا، وهرع أهالى وأقارب سكان العقار إلى المنزل المنهار لمحاولة إنقاذ ذويهم، وتمكنت قوات الحماية المدنية، بمساعدة الأهالى، من انتشال 4 جثث سيدات و7 مصابين صباح أمس، وأمرت النيابة العامة بتشريح جثث الضحايا وسماع أقوال المصابين بالمستشفى العام وشهود عيان للواقعة والتحقيق مع صاحب المنزل واتخاذ كل الإجراءات القانونية حياله. وألقت قوات الشرطة بالغربية القبض على «سامى حبيب متريوس»، 75 سنة، مالك العقار المنهار، لحين التحقيق معه، فى عدم استجابته إلى قرارات الإزالة الصادرة بشأن العقار، وكان آخرها قرار إخلاء وتشميع فى 24 ديسمبر الحالى، ورفض سكان العقار تنفيذ القرار، وتحرر المحضر رقم 29/124 أحوال شرطة المرافق، وتم إرسال خطاب إلى المالك بعمل دعامات للعقار برقم 4742، ولم يتم الاستجابة لذلك. وكشف شهود عيان ل«الوطن»، أن صاحب المنزل أقدم على استخدام المواد الكيماوية الحارقة لدهان حوائط وجدران الطابق السفلى كى يسقط المنزل ويتمكن من بيعه مقابل أموال باهظة وإنشاء برج سكنى كبير، خصوصاً أن سعر متر الأراضى للبيع بالمنطقة يصل إلى 20 ألف جنيه، لافتين إلى أن ذلك الأمر يعد كارثة وانعدام ضمير. وناشد إسلام محمد، أحد الشباب المشاركين فى انتشال جثث الضحايا والمصابين، كل التنفيذيين بمدينة المحلة بتوفير معدات وآلات لرفع الأنقاض، مشيراً إلى أن المدينة تعانى من حدوث انهيارات متكررة للمنازل فى الفترة الأخيرة، والأجهزة المعنية بمثل تلك الكوارث غير مهيّأة للتعامل مع مثل تلك الحوادث المتكرّرة، مما يُعرّض حياة المواطنين للخطر. وأعلن الدكتور سعد مكى، مدير مستشفى المحلة العام، أسماء الضحايا وهم: سارة محمد عليوة، 25 سنة، وميرفت محمد، 46 سنة، وميساء محمد صالح، 55 سنة، وشقيقتها رويفة محمد صالح، بينما بلغت أعداد المصابين 7 حالات، وهم: نيفين عبدالمحسن، 50 سنة، وندى أحمد عبدالمحسن، 23 سنة، وأحمد إبراهيم أبوخلبه، وأحمد عبدالمحسن إبراهيم، 55 سنة، ومحمد إبراهيم زكى، 21 سنة، ونهاد عليوة محمد، 24 سنة، وجميعهم مصابون بكدمات وسحجات وكسور وجروح قطعية.