تهدد اتفاقات التهدئة بين حركة حماس الفلسطينية وإسرائيل العديد من المخاوف من خرق إسرائيلي معتاد للاتفاقات، واضطراب الأوضاع الداخلية لدى كلا الطرفين، وهو ما عكسه تقرير حديث لمجموعة الأزمات الدولية وصف اتفاق وقف إطلاق النار بأنه "هشاً"، رغم التصعيد بين الطرفين الذي يعد الأكبر منذ أربع سنوات. ولفت التقرير إلى ضرورة مواصلة كبح حركة حماس للاحتجاجات والهجمات في قطاع غزة، مع ضرورة تزويد سكان غزة بالمياه النظيفة والكهرباء والصرف الصحي في أقرب وقت، بتخفيف القيود المفروضة على القطاع. لفت التقرير لضرورة مواصلة الدعم الدولي لالتزام الأطراف بوقف إطلاق النار في جميع مراحله، حتى لا يتحول لحرب جديدة. ومن المقرر أن تشمل الاتفاقية ،التي توصلت لها الوساطة المصرية بين حماس وإسرائيل في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، ثلاث مراحل إلا أن انعدام الثقة، والموقف الداخلي غير المستقر بين الطرفين يزيد من "هشاشة" الهدنة بحسب وصف التقرير. وقال عضو المكتب السياسي لحركة"حماس" خليل الحية، إن تفاهمات وقف إطلاق النار التي رعتها مصر لا تزال قائمة ومستمرة، داعيا مصر إلى إلزام إسرائيل بها، مضيفا خلال مقابلة تليفزيونية على قناة الأقصى،أمس، إن تفاهمات وقف إطلاق النار قائمة ومستمرة، وأن الحركة تتابع سلوك تل أبيب ومدى التزامه بها، مؤكدا أن المقاومة أجبرت إسرائيل على القبول بوقف إطلاق النار برعاية مصرية، وفقا لما ذكرته وكالة"معا" الفلسطينية. فيما نقلت وكالة "سوا" الفلسطينية عن مصادر أن الوفد المصري أخذ تعهدات بعدم خرق وقف إطلاق النار وطلب فرصة لحل المشكلات العالقة. قال الدكتور جهاد الحرازين، المحلل السياسي الفلسطيني، بأن اتفاق التهدئة يوجد له عدد من السيناريوهات أبرزها أن يكون "هشاً" أو "استراتيجياً"، وأنه في حال إجراء انتخابات اسرائيلية مبكرة يزيد من هشاشة هذا الاتفاق في ظل تصاعد التيار اليميني المتشدد في إسرائيل، الذي مثلته التظاهرات الأخيرة التي تناهض التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار. أضاف "حرازين" ،في تصريحات ل"الوطن" بأن التهدئة تفيد الطرفين "حماس" التي يمكن من خلال هذا الاتفاق أن تحصل على المزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع، وتفك الحصار كما أن ذلك يجعلها على رأس المشهد السياسي الفلسطيني، كما أنه يساهم في إعطاء فرصة للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية التي تقود وساطتها مصر، والتي تهدف لتوحيد الجبهة الفلسطينية لوقف أي مخططات خارجية لوقف الانقسام داخل المشهد الفلسطيني وتمرير صفقات غربية. ويفيد أيضاً الجانب الإسرائيلي. كما ذكر "حرازين" الذي يرغب دوماً في إطالة أمد الانقسام بين الفصائل الفلسطينية إلا أنه يرى في هذا الاتفاق فرصة لوقف التصعيد مع حماس، ويزيد من تركيز الإدارة الأمريكية على ملفات أخرى بعيداً عن الملف الفلسطيني مثل إيران، ما يزيد من فرص تحول هذا الاتفاق إلى اتفاقاً استراتيجياً يضمن الالتزام به من جانب الطرفين. "الرعاية الدولية"، أحد ضمانات اتفاق التهدئة كما ذكر الدكتور عبد المهدي مطاوع ،المحلل السياسي الفلسطيني، لافتاً إلى تاريخ إسرائيل في خرق الالتزامات والاتفاقات مع الجانب الفلسطيني، إلا أن هناك عدداً من المعايير يمكن أن تنجح هذا الاتفاق على الصعيد الإسرائيلي عودة الجثامين للجنود الإسرائيليين الموجودين في غزة، و التزام حماس والفصائل الفلسطينية بوقف إطلاق الصواريخ، وتحييد قطاع غزة بمنع التظاهرات السملية. في المقابل تقدم إسرائيل على تقديم مساعدات إنسانية، كما ذكر "عبد المهدي" في تصريحات ل"الوطن"، تحت شعار الأمن مقابل الغذاء، إلا أن هذه الحلول مرفوضة على المستوى الوطني الفلسطيني. ومنذ بداية مسيرة العودة الكبرى في منتصف مايو الماضي المعروف بيوم "النكبة"، قتل وأصيب ما يقرب من 18 ألف فلسطيني، وقتل جندي إسرائيلي بنيران الفلسطينيين، في ظل دعم حركة حماس لاستمرار الاحتجاجات لحشد الرأي العام العالمي لصالحهم، كما ذكر التقرير. وتحاول حماس استخدام وسائل مختلفة للتخفيف من القيود المفروضة على القطاع بالضغط على إسرائيل بإرسال الصواريخ، فيما تضغط "تل أبيب" باستخدام قواتها العسكرية والحصار لإجبار حماس على "التهدئة".