دعت مفوضية الانتخابات في تايلاند، اليوم، إلى إرجاء الانتخابات المقررة في الثاني من فبراير، بعد اشتباكات دامية بين شرطة مكافحة الشغب ومحتجين مناهضين للحكومة، لكن نائب رئيسة الوزراء قال إن حكومته ترفض دعوة التأجيل وإنها متمسكة باجراء الانتخابات في موعدها المقرر. ويطالب المحتجون بإسقاط رئيسة الوزراء ينجلوك شيناوترا، وإجراء إصلاحات قبل الانتخابات ويقولون انهم لن يسمحوا بإجراء الانتخابات إلا بعد أن تستقيل ينجلوك. وقال نائب رئيسة الوزراء بونجتيب تبكانتشانا، في خطاب نقله التلفزيون، إن "انتخابات الثاني من فبراير ستجري قدما. لا يوجد قانون يسمح للحكومة بتأجيل الانتخابات". وقتل شرطي وأصيب ثلاثة آخرون بطلقات نارية أطلقت من موقع مرتفع خلال الفوضى التي اندلعت عندما أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية على متظاهرين يرشقون الشرطة بالحجارة ويحاولون اقتحام مكان يجري فيه الاعداد للانتخابات. وقالت وزارة الصحة إن حوالي 40 محتجا عولجوا في المستشفيات غالبيتهم نتيجة للغازات المسيلة للدموع والبعض نتيجة الإصابة بطلقات مطاطية. وبعد ساعات من بدء الاضطرابات، أصدرت مفوضية الانتخابات بيانا يوصي الحكومة بتأجيل الانتخابات حتى تحظى بدعم جميع الأطراف وهو سيناريو غير مرجح لأن حزب بويا تاي الذي تتزعمه ينجلوك من شبه المؤكد أن يفوز. ويمثل طلب مفوضية الانتخابات انتكاسة لينجلوك التي تسعى إلى تجديد ولايتها في مواجهة تظاهر مجموعة تدعو إلى تعليق الديمقراطية الهشة في تايلاند، لأنها تعرضت للتخريب على يد شقيقها الأكبر ورئيس الوزراء السابق وقطب الاتصالات تاكسين شيناوترا الذي يعيش في المنفى. وتمثل الاشتباكات أيضا ضربة كبيرة لينجلوك التي أمرت الشرطة بضبط النفس، خشية أن يثير المعارضون الفوضى عمدا لإضعاف الحكومة مما يؤدي إلى تدخل الجيش أو القضاء. وقالت مفوضية الانتخابات: "انتخابات الثاني من فبراير قد لا تجرى ما لم تحظ بموافقة كل الأطراف المعنية". وقالت: "تود مفوضية الانتخابات أن تطلب من الحكومة دراسة تأجيل الانتخابات حتى يتم التوصل إلى توافق". وأضافت أنها قد تتخذ القرار بنفسها في اجتماع لمناقشة الأزمة في الثاني من يناير. ويستمد المحتجون قوتهم من الجنوب والطبقة الوسطى والنخبة في العاصمة الذين يعتبرون ينجلوك دمية يحركها شقيقها تاكسين الذي يعتبره ملايين الفقراء بطلا في شمال وشمال شرق البلاد وأعطوا أصواتهم لحزبه فنجح في كل الانتخابات التي أجريت في تايلاند منذ عام 2001. وقال إيكانات برومبان وهو متحدث باسم المحتجين إن المجموعة لن تغير موقفها. وقال: "نصر على الإصلاحات قبل الانتخابات. على حكومة (ينجلوك) الاستقالة". ودعت "ينجلوك" إلى انتخابات مبكرة في الثاني من فبراير، في مسعى لإنهاء احتجاجات سلمية في معظمها استمرت أسابيع وشارك في ذروتها حوالي 200 ألف شخص في بانكوك.