بمنطق أو دون، تجهز «الجماعة» تبريرات تستعد بها عقب كل كارثة أو تفجير، فما إن وقع الحادث الإرهابى بمديرية أمن الدقهلية، حتى أصدرت ذراعها السياسية «حزب الحرية والعدالة» و«تحالف دعم الشرعية» بيانه الذى شجب فيه الحادث -كعادته- متبرئاً منه مُلقياً الاتهامات على الدولة، معتبراً أنها من دبرت الحادث، مُتخذة من نظرية المؤامرة سبيلاً لها. «الانفجار يؤكد أن الانقلاب أصل الإرهاب.. حدث فى هذا التوقيت لتمرير الاستفتاء الباطل.. مصر لن تركع لعصابات مافيا تعيش على القتل ونشر العنف» بعض الجمل التى احتوت عليها البيانات المؤيدة لشرعية عودة الإخوان مرة أخرى إلى الحكم.. «كل شىء يحدث يصبح من تدبير قوى خارجية» كلمات يُشدد عليها د. ناجح إبراهيم، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، قبل أن يتابع بقوله «السادات تم اغتياله عن طريق المخابرات الأمريكية.. والسادات هو من قتل الشيخ الذهبى... وجنود رفح تم ذبحهم على أيدى المخابرات الحربية»، مشيراً إلى إرهاصات الجماعات التكفيرية بشكل عام وإلقاء الاتهامات على الدولة، رغم ظهور جهات معينة تعترف بأنها ارتكبت مثل هذه الجرائم، كما حدث فى اعتراف جماعة «أنصار بيت المقدس» بتدبير حادث تفجير الدقهلية. 25 عاماً هى عمر الحرب مع الدولة، وقتها كان «ناجح» ما زال عضواً فى الجماعة الإسلامية، يؤكد من خلال خبرته أنه على مدار هذه الفترة، لم يحدث تفجير أو عملية إرهابية ونسبتها الدولة إلى جهة مُعينة «دائماً الجهة التى نفذت الجُرم تعترف به.. فهم يعتبرونه مصدر فخر لهم».. الجماعات التى تسير بمنطق التبرير وإلقاء الاتهامات على السلطة الحاكمة، يفقدها التبرير الكثير من قوتها، قبل أن يُفسر السبب الأساسى فى ذلك «بيلجأوا له حتى يرتاحوا من لوم أو مراجعة أنفسهم». لم تمضِ 24 ساعة على حادث تفجير مديرية أمن الدقهلية، إلا ونشرت بوابة «الحرية والعدالة» على «فيس بوك»، تعليقها مرفقاً بصورة من صفحة «أنصار بيت المقدس» على «تويتر»، تعلن فيه عن تبنيها العملية الإجرامية التى استهدفت مديرية أمن الدقهلية، واصفة إياها بالجماعة الإرهابية، رغم أن صفحة «أنصار بيت المقدس» على «تويتر» مغلقة فى وجه زُوارها. «عشان تعرفوا أن الإخوان سلميون»، قالها مدحت خليل، أحد شباب الإخوان عضو فى صفحة «بوابة الحرية والعدالة»، مؤكداً أن «صفحة أنصار بيت المقدس على تويتر محدش يقدر يدخلها زى أى صفحة، لازم تبعتلهم إضافة وهما اللى بيحددوا إنك تبقى عندهم وتشوف كل رسايلهم أو يرفضوا، ولازم تكون إخوانى»، حسب «مدحت». وأضاف الشاب الإخوانى، «صفحة أنصار بيت المقدس بنعرف أخبارها على طول، لأن كل المشتركين فيها ضد الانقلاب، وكل اللى بيحصل فى البلد دلوقتى دليل على أن ربنا بياخد حقنا من دم العسكر والشرطة، وربنا استجاب لدعوات الأمهات الثكالى اللى فقدوا أبناءهم فى فض اعتصام رابعة»، مؤكداً «ولسّه اللى جاى.. مش هتنضف البلد إلا لما حقنا يرجع».