عن موقف جماعة الإخوان المسلمين، قبيل الانتخابات الرئاسية المصرية، كتبت دويتشه فيله (هيئة الإذاعة والتليفزيون الألماني) أن الإخوان يعارضون قرارات المجلس العسكري منذ توليه زمام الأمور بعد الإطاحة بمبارك، ويحملون الحكومة مسئولية القرارات الخاطئة والفشل السياسي، لكن الجماعة تخسر جانبا من التأييد الشعبي شيئا فشيئا. وتقول أنيت رانكو الباحثة في معهد جيجا الألماني لدراسات الشرق الأوسط في هامبورج، إن جماعة الإخوان المسلمين توصلت إلى عدد من القرارات في الأشهر القليلة الأخيرة ، رسخت الانطباع بأنها تحمي مصالحها الخاصة فقط.. ويرى العديد من المتخصصين في العلوم السياسية أن حنث الإخوان بوعودهم أفقدهم المصداقية، ولم يعد الناخبون يعرفون ماذا ومن يصدقون بعد أن وجدوا على الساحة إسلاميين ضد إسلاميين، فبعد أن كان "الإخوان" ولفترة طويلة هم القوة الإسلامية الوحيدة في المشهد السياسي المصري ظهر تأثير وشعبية أحزاب إسلامية أخرى. وتابعت دويتشه فيلله القول بأن السلفيين وبعض الإسلاميين المعتدلين يخشون من احتكار الإخوان المسلمين للإسلام السياسي، وربما كان ذلك سببا لحصول عبد المنعم أبو الفتوح –المنشق عن الإخوان- على تأييد من جانب السلفيين المحافظين، بما يعني أن تحالفات استراتيجية جديدة تعمل على الحد من هيمنة الإخوان المسلمين.. وقد أدت خلافات الإخوان مع إسلاميين آخرين ومع المجلس العسكري إلى تكوين صورة سلبية عنهم لدى الرأي العام أصابتهم بحالة من العزلة، فلا أحد يريد أن يحتكر الإخوان المسلمين العملية السياسية في مصر، وفي ظل الوضع الاقتصادي المتردي قد لا يرغب الإخوان في تحمل المسئولية السياسية بمفردهم، وإذا فعلوا سيتعين عليهم أن يبرهنوا لمؤيديهم على أن بوسعهم حل كافة المشاكل.