الوفد يبدأ تلقي طلبات الترشح لرئاسة هيئاته البرلمانية    بلقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية في العالم.. البابا تواضروس راعي الوحدة والاتحاد بين الكنائس    وزير قطاع الأعمال يوجه بزيادة معدلات إنتاج مصانع «النصر للكيماويات الدوائية»    الرئيس و «أولادنا»    الغرفة التجارية بسوهاج تشارك في لقاء نائب رئيس الوزراء مع المستثمرين الصناعين    .. مصيرها الزوال !    عبدالرحيم علي ينعى الشاعر أشرف أمين    تشكيل بيراميدز في مواجهة الجيش الرواندي بدوري الأبطال    أمطار ورياح أول أيام الخريف.. الأرصاد تُعلن حالة الطقس غدًا الأحد 22 سبتمبر 2024    محافظ أسوان: الوضع الصحي جيد جدا.. والنزلات المعوية نتيجة وجبات أو مشروبات    الرئيس و «أولادنا»    جيش الاحتلال: إصابة جندي بجروح خطيرة في الضفة الغربية الليلة الماضية    استشاري تغذية: نقص فيتامين "د" يُؤدي إلى ضعف المناعة    مرموش يقود هجوم فرانكفورت لمواجهة مونشنجلادباخ بالدوري الألماني    انطلاق ثانى مراحل حملة مشوار الألف الذهبية للصحة الإنجابية بالبحيرة غدا    عاجل - في قلب المعركة.. هاريس تحمل درع النساء وتقف في وجه إمبراطورية ترامب    السيطرة على حريق بمزارع النخيل في الوادي الجديد    مصرع طفل غرقا بترعة ونقله لمشرحة مستشفى دكرنس فى الدقهلية    لافروف: الديمقراطية على الطريقة الأمريكية هي اختراع خاص بالأمريكيين    إيطاليا تعلن حالة الطوارئ في منطقتين بسبب الفيضانات    الموت يفجع المطرب إسماعيل الليثى    حشرة قلبت حياتي.. تامر شلتوت يكشف سر وعكته الصحية| خاص    فتح باب التقديم بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم والابتهال الدينى    رئيس هيئة السكة الحديد يتفقد سير العمل بالمجمع التكنولوجي للتعليم والتدريب    وكيل صحة شمال سيناء يتفقد مستشفى الشيخ زويد المركزى ووحدات الرعاية    رئيس جامعة المنصورة الأهلية يتفقد إجراءات الكشف الطبي على الطلاب الجدد    بلد الوليد يتعادل مع سوسيداد في الدوري الإسباني    أستاذ علم نفسم ل"صوت الأمة": المهمشين هم الأخطر في التأثر ب "الإلحاد" ويتأثرون بمواقع التواصل الاجتماعي.. ويوضح: معظمهم مضطربين نفسيا ولديهم ضلالات دينية    بالصور.. إصلاح كسر ماسورة مياه بكورنيش النيل أمام أبراج نايل سيتي    السعودية تحقق ارتفاعا ب73% في عدد السياح الدوليين    وزيرة التنمية المحلية تعلن انتهاء استعدادات المحافظات لاستقبال العام الدراسي 2024-2025    أخبار الأهلي: تأجيل أول مباراة ل الأهلي في دوري الموسم الجديد بسبب قرار فيفا    رئيس الوزراء يتفقد مجمع مصانع شركة إيفا فارما للصناعات الدوائية    رابط الحصول على نتيجة تنسيق الثانوية الأزهرية 2024 بالدرجات فور إعلانها عبر الموقع الرسمي    مبادرات منتدى شباب العالم.. دعم شامل لتمكين الشباب وريادة الأعمال    قصور الثقافة تختتم أسبوع «أهل مصر» لأطفال المحافظات الحدودية في مطروح    اليوم العالمي للسلام.. 4 أبراج فلكية تدعو للهدوء والسعادة منها الميزان والسرطان    «جنايات الإسكندرية» تقضي بالسجن 5 سنوات لقاتل جاره بسبب «ركنة سيارة»    بطاقة 900 مليون قرص سنويًا.. رئيس الوزراء يتفقد مصنع "أسترازينيكا مصر"    بداية جديدة لبناء الإنسان.. فحص 475 من كبار السن وذوي الهمم بمنازلهم في الشرقية    حزب الله يعلن استهداف القاعدة الأساسية للدفاع الجوي الصاروخي التابع لقيادة المنطقة الشمالية في إسرائيل بصواريخ الكاتيوشا    هانسي فليك يفتح النار على الاتحاد الأوروبي    المشاط تبحث مع «الأمم المتحدة الإنمائي» خطة تطوير «شركات الدولة» وتحديد الفجوات التنموية    ضبط شركة إنتاج فني بدون ترخيص بالجيزة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024 في محافظة البحيرة    مبادرة بداية جديدة.. مكتبة مصر العامة بدمياط تطلق "اتعلم اتنور" لمحو الأمية    توجيهات عاجلة من مدبولي ورسائل طمأنة من الصحة.. ما قصة حالات التسمم في أسوان؟    واتكينز ينهي مخاوف إيمري أمام ولفرهامبتون    في يوم السلام العالمي| رسالة مهمة من مصر بشأن قطاع غزة    باندا ونينجا وبالونات.. توزيع حلوى وهدايا على التلاميذ بكفر الشيخ- صور    هل الشاي يقي من الإصابة بألزهايمر؟.. دراسة توضح    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 21-9-2024    ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز قبل الجولة الخامسة    فيديو|بعد خسارة نهائي القرن.. هل يثأر الزمالك من الأهلي بالسوبر الأفريقي؟    مريم متسابقة ب«كاستنج»: زوجي دعمني للسفر إلى القاهرة لتحقيق حلمي في التمثيل    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    ضحايا جدد.. النيابة تستمع لأقوال سيدتين يتهمن "التيجاني" بالتحرش بهن في "الزاوية"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السفير الفلسطيني صبيح: مذبحة سيناء تمت بتحريض إسرائيلي .. وعلى الشباب أن يعي من يريد تشويه رموزه
ترى الولايات المتحدة أن الإخوان قوة سياسية موجودة على الأرض لأنها اشتغلت بالسياسة بشكل صحيح
نشر في الوطن يوم 14 - 08 - 2012

يريد أولا وأخيرا أن يكون حكم الإخوان في مصر "من أجل مصر"، مؤكدا أن مصر وقتها "ستصبح أكثر تأييدا للفلسطينيين، وعلى الرغم من أن حركة "حماس" تابعة للإخوان المسلمين "فإننا نتعامل مع الدولة المصرية وليس مع فصيل فيها"، موضحا أيضا أن "المخابرات المصرية من أشرف الأجهزة الوطنية، وعمر سليمان لم يعرقل المصالحة الفلسطينية وسيكشف التاريخ عن دوره في الدفاع عن الأمن القومي العربي، وأرفض الإساءة له أو تهميش دوره، وعلى الشباب أن يعي من يريد تشويه رموزه".
إنه السفير الفلسطيني محمد صبيح الأمين العام المساعد لقطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة بجامعة الدول العربية، وسفير فلسطين الأسبق لدي القاهرة الذي يمتلك معرفة موسوعية ورؤية عميقة للقضية الفلسطيني وما يرتبط بها من وضع إقليمي، حاورته "الوطن" بهدف السعي وراء الحقيقية في مشهد يتسم بالضبابية أو ربما التعتيم، ارتبط بمصر منذ كان طفلا، وتشكل بها وجدانه تجاهها وإزاء قضية وطنه فلسطين وضد العدو المحتل.. بداية من عدوان إسرائيل على السويس عام 1956 وحتى هجوم رفح الأخير الذي راح ضحيته شهداء من خيرة أبناء مصر.. يروي لنا الرجل رحلته ورؤيته للمشهد الراهن.
- كيف تري ما حدث في سيناء؟
ما حدث هو جريمة بشعة مدانة نفذتها مجموعة من القتلة ضد قوات الأمن المصرية في سيناء، وأحذر من خطورة الوقيعة بين الشعبين الفلسطيني والمصري جراء هذا العمل الجبان.
أن قتل مسلما خلال فترة الإفطار على يد من يسموا مسلمين، أمر خطير للغاية ولم يعرف الإسلام له مثيل على مدى التاريخ، وبالتالي هو مدان بشكل كامل ولابد من محاسبة من قام بهذا الإجرام ضد هؤلاء الأبرياء في ساعة صفاء وعبادة في رمضان.
من الضروري النظر في أبعاد هذا الموضوع بشكل كبير، فهناك من يريد نشر الفوضى في المنطقة ويريد نشر القتال العربي العربي والعربي – الإسلامي، وبالتأكيد هذا الأمر مدسوس علينا من الخارج.
- ومن من مصلحته فعل ما حدث؟
هناك من يريد فتنة بين الشعب الفلسطيني والشعب المصري وهو يسعى إلى بذر بذور هذه الفتنة منذ زمن طويل وفشل في الماضي وسيفشل في المستقبل، والجامعة العربية تؤكد أنه سيفشل لأن هناك وعيا فلسطينيا مصريا عميقا وترابطا كبيرا فيما بين الشعبين لأمة واحدة. من يمتلك هذه الوسائل ومن يمتلك وسائل المعرفة والاطلاع والاستشعار والمراقبة والاستطلاع في سيناء ويراها كما يرى الإنسان كف يده؟
الأقمار الصناعية أفق واحد وأفق اثنين وافق تسعة، هي التي تصور سيناء و"الزنانات" التي تصور غزة وطائرات دون طيار هي التي تصور سيناء، والذي سحب السياح الإسرائيليين من سيناء قبل أيام هو الذي يعلم من يحرك هؤلاء.
والجامعة العربية تحذر وتنبه من أنه لابد من اليقظة والحذر لأن هناك من يريدون أن يفتعلوا مشكلة ليبدأ الحديث عن قضايا بعيدة كل البعد عن صلب ما تريده الأمة العربية، وهو دحر الاحتلال من كل فلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية، من خلال معارك جانبية تفتعل هنا وهناك مقصود بها أن تبقى إسرائيل بمنأى عن المحاسبة في جرائمها واحتلالها وتهويدها للمسجد الأقصى وحصارها على غزة.
وأطالب كل مسئولي حماس ان يتعاونوا بصدق مع السلطات المصرية لكشف ومطاردة المعتدين ومنع تكرار هذا الأمر وضبط الحدود ضبطا كاملا حتى لا يعبث بها وافد أو قادم من جهة تريد التخريب في هذه المنطقة.
تقول إنك فلسطيني - مصري، كيف تصف لنا علاقتك بمصر؟
إنا في علاقة مع الدولة المصرية منذ كنت طالبا، وأنا مصري الهوى عن قناعة؛ لأنني عندما أعود إلى التاريخ أجد أن لمصر في العالم العربي دور أساسي ومحوري، وكنت أقول احرصوا على مصر فهي العمود الفقري للأمة العربية بتاريخها وثقافتها وحضارتها وإنسانها. وخلال العدوان على بورسعيد كنت في المرحلة الإعدادية وعشت هذه اللحظات وتشكل وجداني تجاه مصر وضد الآخر المحتل.
علاقتي بمصر علاقة تتعلق بالتاريخ والأمن القومي، لأن مستقبل هذه الأمة يبدأ من القاهرة، ولذلك بقيت في مصر فترة طويلة ولدي صداقات كثيرة وأفخر بالجيش المصري وجهاز المخابرات العامة بشكل كبير ليس فقط لأن الرسول قال عنهم إنهم خير أجناد الأرض، لكن لأن هؤلاء الأبطال كانوا يدافعون عن قناعة عن بلدهم وأمتهم العربية، ويكفي أنني خلال آخر سنة في الكلية عام 1967 وحدثت نكسة خطيرة وقاسية على الشعب الفلسطيني، تم تجنيد خريجي الجامعات المصرية ومكثوا في الخنادق لمدة 7 سنوات دون أن يسمح لأحدهم أن يبحث عن وظيفة أو زواج، لأنه هناك أرض محتلة وقضية مقدسة حتى اندحر العدو في 1973، وكنت موجود خلال حرب 73 وحرب الاستنزاف وكان لي علاقات قوية جدا بحركة فتح التي كان بينها وبين الجيش المصري تنسيق قوي خلال التحضير لحرب أكتوبر ولحرب الاستنزاف، ولذلك كنت المدني الوحيد في حضور حفل مرور 25 سنة علي حرب أكتوبر. هذا فضلا عن العمل السياسي والدبلوماسي الذي لم تغيب فيه مصر وأمتي العربية لحظة عن مخيلتي؛ لأنني اعتبر ان عودة فلسطين ووحدة أمتي العربية يرتكز علي قاعدة قوية موجودة في مصر.
- كيف تري العلاقة بين مصر وفلسطين في ظل حكم الإخوان؟
أي حكم في مصر بالقطع ستكون القضية الفلسطينية أحد محاور اهتمامه، لأن الوضع الفلسطيني يقع في قلب الأمن القومي المصري، ورمسيس كان له قواعد عسكرية في غزة، وبالتالي أي حاكم في مصر لا يستطيع أن ينسي هذا الملف لأنه يمثل أمن قومي وبوابة شرقية وخط دفاع أول عن مصر.
ومن ناحية الأخوة والصلات التاريخية، أرجوك أن تعود لألواح تل العمارنة هناك 360 لوح عمرها يعود إلى 1800 قبل الميلاد، من بينها 70 لوح تتكلم عن علاقة مصر بفلسطين، وستجد كيف كان الفلسطيني الكنعاني يأتي إلى مصر ومعه الزبيب والزيتون ويأخذ منها الحبوب والحنطة والشعير ويذهب إلي بلده. فمن يستطيع بعد 4000 سنة أن يبتعد عن فلسطين أو ينحاز لفصيل على حساب آخر.
لكنني أريد أن يكون حكم الإخوان لمصر أولا، وأن يكونوا كما وعد الرئيس مرسي علي مسافة واحدة من جميع الفصائل الفلسطينية. ومنطقي انه في حالة تحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية ستكون مصر بطبيعة الحال علي مسافة واحدة من تلك الوحدة، وبالتالي مصر مسؤولة عن عودة الوحدة الوطنية الفلسطينية وهي الأقدر على إنجازها.
ويأتي من يأتي للحكم في مصر، ستظل القدس مسئولية المصري كما هي مسئولية الفلسطيني، وليعلم الشباب المصري أن خراج مصر لمدة 7 سنوات وضع بناء المسجد الأقصى، ولذلك أنتم لكم فيه أكثر من أي فلسطيني. وأعتقد أن مصر ستصبح أكثر تأييدا لفلسطين لأن الحكم انتقل من يد حاكم فرد إلى جموع الشعب المصري ومن به المناضلين المدافعين عن الحق الفلسطيني.
- ما ذكرته يرتبط بالعلاقة بين مصر وفلسطين كدولتين، لكن ماذا عن علاقة جماعة الإخوان المسلمين بأحد فروعها وهي حركة حماس؟
أنا أتحدث كفلسطيني رسمي وأقول أننا نتعامل مع الدولة المصرية أيا كان الحاكم الذي أختاره الشعب والدولة المصرية بها مكونات كثيرة جدا، من ضمنها الإخوان المسلمين الموجودة في مصر وعدة دول عربية أخرى، لكن إذا كان عليّ أن أتعامل مع حركة الإخوان المسلمين فإنني كفلسطيني ليس عندي مشكلة. وقد لا أتفق مع برامجهم السياسية، لكن الإخوان المسلمين أرسلوا عام 1948 مجاهدين واستشهد منهم كثيرين وشاركوا مع الثورة الفلسطينية بقيادة فتح، ويجب أن نعلم أن السياسة شيء والعمل الوطني والنضالي شيء آخر.
بالفعل حركة حماس تقول في ميثاقها أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، لكن الإخوان في مصر الآن في موقع قيادي ولا أتصور أنها ستكيل بمكيالين، لأنها عندما تكيل تضع المصلحة العليا لمصر وللأمة العربية وللمسلمين، وأن صدر تصريحات شاذة من أحد القيادات نتيجة ضيق أفق أو تفكير محدود، فإن هذا متوقع ولا ينطبق علي فكر جماعة بحجم الإخوان المسلمين.
- ما تعليقك علي ما يقال عن أن وضع القضية الفلسطينية في يد جهاز المخابرات المصري برئاسة اللواء عمر سليمان كان سببا في عدم التوصل للمصالحة الفلسطينية؟
أولا هذا الجهاز الذي ترأسه المرحوم عمر سليمان هو من أشرف الأجهزة التي عملت لحماية الأمن القومي العربي وبخاصة في مصر، ولو عدنا إلى الكم الهائل من صد الاختراقات والتعامل الإسرائيلي، بخلاف المعلومات التي يجمعها الجهاز من الخارج لتعزيز الأمن القومي المصري، فلا يجب الاستهانة بدور هذا الجهاز الذي مرّ عليه قادة عظام منذ زكريا محي الدين مؤسس الجهاز حتى وصل إلى اللواء عمر سليمان رحمه الله، ثم اللواء مراد موافي حاليا، وهؤلاء الرجال يعملون في صمت وتفان.
وعليك أن تعلم أن وضع الملف في أيدي المخابرات نابع من مبرر وهو أن هذا الملف به جزء يتضمن التعامل مع إسرائيل، وبالتالي الأقدر على التعامل مع إسرائيل هو جهاز المخابرات العامة. ولا تصدق أن المشكلة في المصالحة الفلسطينية هي مشكلة غير فلسطينية، هي مشكلة فلسطينية والمسؤول عنها الطرفين فتح وحماس والمصلحة الفلسطينية العليا يجب أن تكون فوق كل فصيل وفوق كل شخص.
- لكن هناك ما قيل عن تحيز اللواء عمر سليمان لفصيل فلسطيني على حساب آخر، ما أدى إلى عرقلة عملية المصالحة الفلسطينية التي لم تتم إلا بعد رحيله عن الجهاز.
ليس صحيح، هو لم ينحز، وعندما صدرت وثيقة القاهرة شاركت كل الفصائل الفلسطينية على قدم وثاق في القاهرة وبرعاية المخابرات المصرية. وأنا قابلته مرات عديدة جدا وهذا الرجل رحمة الله عليه كنت أحترمه جدا وأعرف مدي تفانيه في عمله وأنا أقدر دوره في الدفاع عن الأمن القومي العربي بشكل عام وسيكشف التاريخ ماذا قام به، وما يتعلق بأية قضايا مصرية داخلية لا شأن لي بها ولا أعرف شيء عنها. لكن كل ما هو خاص بالقضية الفلسطينية كله محل احترام وتقدير.
والمؤسف ما حدث في مصر مؤخرا هو أن البعض يريد محاسبة عمر سليمان عن جانب ضئيل من تاريخ نضال هذا الجهاز، ونضال عمر سليمان جزء من تاريخ هذا الجهاز الذي هو درة لأجهزة العمل العربي. وأية محاولات لتهميش دور عمر سليمان أو الإساءة للجهاز من خلال الإساءة للمرحوم سليمان، هذا كله مرفوض شكلا وموضوعا، وعلى الشباب المصري أن يعيي من يريد أن يشوه لك رموزك.
- هل تعتقد أنه تم قتله؟
هذا ليس شأني، هناك أجهزة تحقق وشعب مصري واع وإمكانيات قوية هي التي تحدد. ونحن الآن في عصر الشائعات التي تروج وتفتك أكثر من الأسلحة، وكل من يأتينا لابد من التدقيق به ومعرفة من مصدره وبه مصلحة لمن ومن يضر.
- هل تعتقد أن مسار العلاقات المصرية - الأمريكية، بعد الثورة ووصول الإخوان للحكم، يصب في مصلحة القضية الفلسطينية؟
هذا سؤال مهم للغاية، الولايات المتحدة كانت خارطة المنطقة العربية دولة دولة، وتبحث في المكونات السياسية لكل الأحزاب والقوي في مصر وتجمع المعلومات جمعا دقيقا وتحليلا بالغا بأجهزة علنية وسرية وتكنولوجية تفوق الوصف، وكانت تعلم أن الإخوان المسلمين حركة قوية وعاشت في ظروف صعبة باضطهادها وتسميتها «الجماعة المحظورة» ومع ذلك بقيت جماعة متماسكة وموجودة في كل مكان على مدى ما يزيد عن 70 عاما.
ورأت الولايات المتحدة أن الإخوان قوة سياسية موجودة على الأرض لأنها اشتغلت بالسياسة بشكل صحيح مع الفقراء والمهمشين، ومؤهلة علي تسلم السلطة، فأرادت الولايات المتحدة أن يكون لها علاقة مع الإخوان المسلمين حتى قبل سقوط نظام مبارك، واطمئنت الولايات المتحدة إلى أن مصالحها في مصر ستكون محفوظة في ظل حكم الإخوان المسلمين. وبالتالي في مصر أيا كان الحاكم سينظر عشرات المرات في التعامل الآن مع الاتفاقيات الدولية، بغض النظر عما سيتم خلال السنوات القادمة في هذه الاتفاقيات، وهذا يعتمد على الطرف الإسرائيلي.
- لكن السؤال هو ماذا تريد الولايات المتحدة بعد كل هذا من جماعة الإخوان المسلمين ومن الثورات العربية؟
كما تعاملت الولايات المتحدة مع كل ثورات العالم تريد أن تكسب هذه الثورات وتدفع بها قريبا من مصالحها وتستفيد من علاقاتها بمصر لصالح الإستراتيجية الأمريكية، بينما تريد مصر أن تدفعها إلى جانب المصالح المصرية والعربية وكأنهما يلعبان شد الحبل. والسياسة بها إستراتيجيات إذا تقاربت يحدث تعاون، لذلك لابد من الوعي التام بما تريده الولايات المتحدة، مع العلم بأنها فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط فهي منحازة انحياز أعمى ضدنا جميعا. وأتمنى أن تسمع الولايات المتحدة، من الإخوان المسلمين في مصر ومن كل حكام الدول العربية، قولا واحدا بأننا لن نتخلى عن الدولة الفلسطينية.
- كيف يتحقق ذلك؟
إذا كانت هناك جماهير واعية في مصر وأحزاب قوية تقف كتفا بكتف وأن تضع رؤية واضحة في ملفات التنمية المختلفة لتحقيق نهضة مصر، وحينها نستطيع أن نضع حدا لتدهور رؤية الولايات المتحدة لعالمنا العربي، ونضع حدا لمثل زيارة المرشح الأمريكي رومني هنا وكلام أوباما هناك وما فعلوه في الأمم المتحدة وفي مجلس الأمن من استعمال الفيتو والتهديد والوعيد ضد السلطة الفلسطينية. والشاعر العربي قال «نعيب زماننا والعيب فينا.. وما لزماننا عيب سوانا»، ولو نظرت للخريطة حولنا ستجد دول إقليمية قوية تحافظ علي أمنها القومي منها تركيا وإيران، وستجد إسرائيل بمفهومها للأمن القومي العدواني الباغي، فأين الأمن القومي العربي.. هذا سيتحقق حينما نبني مصر القوية.. ومصر القوية هي مطلب عربي فلسطيني من الدرجة الأولي.
- كيف ستؤثر الانتخابات الأمريكية على الوضع الراهن للقضية الفلسطينية؟
رأيت أنت المرشح الأمريكي رومني الذي جاء لزيارة إسرائيل ليعطي القدس عاصمة لإسرائيل ويعطيها 70 طائرة إف-35 تقدر ب15 مليون دولار، وهي طائرات معقدة لا تكتشف بالردار، فضلا عن الذخائر والبحوث السرية والتنسيق الإستراتيجي الكامل لحماية إسرائيل. وهذا القادم، رومني، يترشح في انتخابات الولايات المتحدة الأمريكية وليس له أي دخل ليأتي إلى هذه المنطقة ويسأل أي صوت من هنا أو هناك أو يعطي رشوة من هنا أو هناك. ونحن نثق أن المجتمع الأمريكي لن يقبل بذلك طويلا لأن ذلك إساءة للديمقراطية وإساءة للشعب الأمريكي الذي يُفترض أن يقرر مصيره دون هذه الطرق الملتوية. ولو حدث مثل هذا الأمر في أي دولة خلال الانتخابات كان أول من سيعترض عليه هي الولايات المتحدة الأمريكية، لكن يبدو أن كل ما هو لمصلحة إسرائيل في نظر القيادات السياسية الأمريكية «برنجي» .. عارف يعني إيه برنجي؟
- يعني إيه؟
برنجي يعني شيء ظريف وممتاز .. دعني استكمل، هناك في الجامعات الأمريكية الآن كلام مختلف لا يقبل تدخل اللوبي والإسرائيلي وسيطرته علي السياسة الخارجية الأمريكية، وهناك من الجاليات اليهودية في أمريكا من يعترض على هذا الأسلوب. وهذا الأسلوب الذي يضر بمصالح الولايات المتحدة ويسيئ لسمعتها ويعيق عملية السلام؛ لأن هؤلاء الموجودين في إسرائيل لا يريدون حل الدولتين، ونحن نري ونرصد كيف أنهم يخططون لتهجير الشعب الفلسطيني من فلسطين.
- كنت أريد سؤالك عن التهجير، هل هناك خطط إسرائيلية لتهجير سكان غزة إلى سيناء؟
أريد أن أقول لك شيء مهم، أولا إسرائيل لا تريد أن تهجر شعب غزة الآن، الحكومة الإسرائيلية الحالية تري أن الضفة الغربية هي يهودا والسامرة ولن تتنازل عنهما، وأن القدس هي عاصمة الدولة الإسرائيلية التي من النهر إلى البحر. وهناك أصوات شاذة تتحدث عن حل في الأردن وأصوات شاذة أخرى في الكنيسيت من حزب الليكود تتحدث عن سيناء.
والفلسطينيون عام 1956 رفضوا أن يهاجروا إلى سيناء، والفلسطينيون في غزة رفضوا أن تقام لهم إدارة أمم متحدة في غزة وقدموا الشهداء في المظاهرات حتى يعودوا إلى الحكم الإداري المصري، وهذا كله مسجل. ولكن من يريد أن يفسد العلاقة يتحدث عن إقامة دولة في غزة أو أخذ سيناء لهم، وهناك الأدهى والأمر من يقول لك ان الفلسطينيين بدؤوا يشترون أراضي في سيناء. وهذه كلها فرية وكلام مدسوس ومسرب إسرائيليا لإحداث بلبلة؛ لأنهم لا يريدون للعلاقة المصرية - الفلسطينية أن تكون علاقة إخاء ودم ونسب كما رويت لك منذ فجر التاريخ.
- ما تعليقك على ما قاله أحد القيادات الفلسطينية عن أن حماس ستكون مسؤولة عن حماية سيناء؟
تعليقا على هذا الكلام السخيف الذي نسمعه، منذ عهد رمسيس والفراعنة كان خط الدفاع الأول عن مصر في غزة، وكان هناك قواعد عسكرية لرمسيس يستخدمها لرد المعتدين عن مصر. وعندما هاجم التتار الشرق واجتاحوا بغداد ودمشق وكادوا يقضون على الحضارة العربية، انهزموا على أرض فلسطين في معركة عين جالوت علي يد الجيش المصري والشعب الفلسطيني. ثم جاء صلاح الدين ليقود الجيش المصري للفوز في معركة حطين ضد غزوة الفرنجة التي أسموها بالحروب الصليبية ليخفوا مطامعهم خلف شعارات دينية، وقتلوا 5000 من القساوسة، وظل بابا الإسكندرية هاربا في فلسطين لسنوات طويلة، لذلك عندما يأتي بابا روما إلى هذه الديار لا يستقبل من الكنائس بشكل مشرف لأنه لابد أن يعتذر عما تم ارتكبه ضد المسيحيين والمسلمين في هذه الديار.
- النظام العربي انقسم حاليا إلى محورين، محور ثوري يضم دور الربيع العربي، ومحور محافظ تقليدي لم يشملها هذا الربيع، كيف ترى انعكاس هذا التناقض على القضية الفلسطينية؟
هناك فلسفة ناجحة وضعت للدولة الفلسطينية، وهي أن القضية الفلسطينية بعيدة كل البعد عن الخلافات العربية - العربية وإلا سنحسب على طرف ضد طرف، وحافظنا بذلك على استقلالية القرار الوطني الفلسطيني. وحركة فتح والثورة الفلسطينية بدأت ظهورا وليس عملا سريا في العام 1962 وكانت تعمل في ظل استقطاب عربيّ الجبال بين دول جمهورية وملكية واشتراكية ورأسمالية وإسلامية، ولكن القيادة الفلسطينية حافظ على علاقات مع الجميع على قدم المساواة دون التدخل في الشؤون العربية. ولذلك أنادي الفلسطينيين في كل مكان وأقول لهم يكفي ما لدينا من أهوال من الصهاينة، فلا ننجر إلى خلافات عربية، ولا ننحاز لأن الانحياز لطرف عربي على حساب آخر يضر بالقضية الفلسطينية ضررا بالغا. والجميع أهل وأحبة والقضية الفلسطينية في قلوبهم.
- إلى أين وصلت التحقيق في اغتيال الرئيس عرفات؟
أولا نحن نتحدث عن زعيم عربي له مكانة رفيعة جدا في العالم العربي وهو الزعيم ياسر عرفات، والزعيم ياسر عرفات بقدر ما كان فلسطيني كان مصري وكان عربي وكان رجل من كبار مناضلي العالم من أجل الحرية والاستقلال. وهو طالب بالهندسة عام 1952 كان يدرب بعض الفدائيين المصريين للقيام بعمليات ضد جيش الاحتلال البريطاني في قناة السويس، وشارك في حرب 1956 وحرب الاستنزاف، وهو الوحيد غير المصري الذي كان مع الجيش المصري المحاصر في الثغرة عندما فك الحصار جزئيا، واستقبله الجنود المصريون بحفاوة شديدة.
ثم بدأ في نضال طويل في تشكيل حركة فتح وانطلاق الثورة الفلسطينية وله في جامعة الدول العربية مكانة فريدة من نوعها.
نحن لدينا شكوك منذ البداية والجامعة العربية أصدرت بيانات في ذلك الوقت تؤكد أن هناك من اغتالوا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وأنا لازمت الرئيس عرفات سنوات طويلة وأعرف كم من المحاولات الفاشلة التي تعرض لها من قبل إسرائيل تحديدا. وقولة واحدة، ياسر عرفات قُتل بأيدي إسرائيلية، وارجع إلى التصريحات التي أطلقها معظم قادة اسرائيل في ذلك الوقت. وحديثا، ظهر شاهد آخر علي اغتياله وهو تسميمه بمادة البلوتونيوم القاتلة. لكن السؤال هو هل هذه المادة متوفرة لدى كل الناس وتباع في الصيدليات والسوبر ماركت، هذه مادة لا توجد إلا لدى الدول التي لديها قدرات نووية ومنها إسرائيل التي تحاول أن ترمي بالكرة باتجاه الفلسطينيين أو تبعد عنها الشبهة بالقول بأن هناك طرفا فلسطينيا. إسرائيل هي صاحبة المصلحة وهي التي تريد أن تحدث فتنة وفرقة بين الفلسطينيين بأن تجعلنا نتبادل الاتهامات كالعادة.
- وما ردّ الجامعة العربية؟
الجامعة العربية شكلت لجنة داخلية مسئوليتها جمع الوثائق والاتصال بالخبراء القانونيين وإعداد ملف متكامل يكون أمام وزراء الخارجية في اجتماعهم المقبل، والوزراء هم المفوضون بطلب تشكيل لجنة دولية للتحقيق، واللجان الدولية لها مسالك ودروب صعبة للغاية سنطرقها حال ما اتخذ وزراء الخارجية العرب قرار بتشكيل هذه اللجنة.
- قيل إن الخلاف على ثروة الرئيس عرفات أدى إلى تأخير إعلان وفاته، وبالتالي أدى إلى إخفاء السبب وراء وفاته، ما تعليقك؟
هذه هي الأكاذيب التي كانت تروجها إسرائيل، إسرائيل لديها في جهاز المخابرات وحدة لتشويه صورة الآخر وتسويد صفحته ولها في المنطقة أبواق كثيرة جدا، تحدثوا عن أن عرفات لديه ثروة تقدر ب 6 مليارات وردد الجاهلون والمغرضون هذا الكلام. والجميع يعلم أن المال في العالم كله يخضع لمراقبة الحركة الصهيونية، وكل إجراءات وفاته معروفة للعيان، ويكفي بالرجل أنه كرم بجنازات عسكرية بأعداد خرافية وفي القاهرة كان له جنازة حضرها زعماء العالم وجماهير كبيرة، ثم جنازة عسكرية في فرنسا. وحتى تشوه هذه الصورة صورة البطل لابد من تسويد الصفحة، وهو ما وصل لحد اتهامه بالشذوذ الجنسي، وهم لا يريدون لنا ولا لأمتنا ان يكون فيها أبطال، وهم كاذبون وسيبقوا أبطال على رؤوسنا وفي قلوبنا وفي تاريخنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.