أكد سعد نجيدة، رئيس شركة الحديد والصلب المصرية، أن أحد أسباب انهيار الشركة على مدار السنوات الماضية هو التوسع فى عمليات الاستيراد وإغراق السوق المحلية بكميات كبيرة من الحديد، قائلاً فى تصريحات ل«الوطن»: «إن الحكومة فى يونيو من العام الماضى فتحت باب الاستيراد على مصراعيه أمام الحديد التركى، الذى كان يباع فى السوق وقتها بأقل من أسعار السوق المحلية بنسبة تتراوح بين 500 و700 جنيه، نظراً لانخفاض تكلفة الإنتاج فى بلد المنشأ وحصول المستورد على حوافز ضريبية وتسهيلات جمركية. وارتفعت تكلفة إنتاج طن الحديد إلى 7 آلاف جنيه العام الجارى مقابل 5500 للعام الماضى، ونظراً للمنافسة الطاحنة كانت الشركة تضطر إلى البيع بسعر السوق أو أقل، ما أفقدها نسبة كبيرة من حصتها السوقية المحلية والعالمية». أضاف «نجيدة»: «مع دخول شحنات جديدة من الحديد التركى سنفقد المزيد. ونناشد الحكومة بسرعة فرض رسوم حماية على الأقل حتى تنتهى الشركة من إجراء تطوير وإعادة هيكلتها التى ستبدأ العام المقبل»، لافتاً إلى أن الشركة تسابق الزمن من أجل إنجاز خطة تطويرها التى تصل تكلفتها إلى مليارى جنيه، واقتنصت صفقة تطويرها شركة تاتا الهندية، التى ستبدأ عملها مطلع العام الجديد لانتشال «الحديد والصلب المصرية» من هوة الخسائر التى ارتفعت إلى 900 مليون جنيه للعام المالى المنتهى فى 30 يونيو الماضى. وقال أحمد شمردن، رئيس قطاع المشروعات بالشركة: «إن حصة (المصرية للحديد والصلب) فى السوق تتراوح ما بين 20 و30% خاصة فى حديد التسليح ذى الأقطار 35 مليمتر و30 مليمتر، الذى يستخدم فى المشروعات الضخمة والكبارى. وبفتح باب الاستيراد للحديد التركى، فى ظل ثبات عوامل الإنتاج الأخرى مثل نقص فحم الكوك وارتفاع أسعار الطاقة وتقادم معدات الإنتاج، ستتآكل باقى حصة الشركة فى حديد التسليح». وأشار «شمردن» إلى أن حجم الإنتاج انخفض من 447 ألف طن فى العام الماضى إلى 279 ألف طن للعام الحالى، نتيجة توقف 3 أفران من 4 فى الشركة، بسبب نقص الفحم، وهذا النوع من الأفران العالية إذا توقفت تتآكل بطاناتها الحرارية وبطانات التبريد، وتتوقف أفران الدرفلة التى تعتمد على الغازات الناتجة من الأفران العالية. لافتاً إلى أن المنافسة الحقيقية تتطلب البدء فى تطوير المناجم فى الواحات البحرية ومحاجر الجير فى بنى خالد بالمنيا ومحاجر الدولوميت بالأدبية فى السويس والأفران العالية والتلبيد والصلب والدرفلة، لتزداد الطاقة الإنتاجية من 279 ألف طن سنوياً إلى 2٫1 مليون طن. البوارج التركية تلقى بحمولتها من الحديد فى الموانئ المصرية