انطلق المهرجان السنوي الثامن للخزف بقرية تونس، بمركز يوسف الصديق، بمحافظة الفيوم، بعد ظهر اليوم، بمشاركة عدد كبير من الفنانين التشكيليين وصناع الخزف والفخار، وتحت رعاية بنك الإسكندرية. وشهد المهرجان، مشاركة العديد من صناع الحرف اليدوية والمعارض الفنية، في باكيات أقيمت خصيصًا لاستضافتهم، لعرض منتجاتهم، سواء من الخزف أو الفخار، أو مشغولات يدوية، ولوحات فنية، ومصنوعات جلدية، والسجاد اليدوي، ومنتجات الخوص، وغيرها من المنتجات اليدوية والبيئية. وقدم علاء أبوطالب، أحد صناع الخزف بالقرية، ومن تلاميذ الفنانة السويسرية إيفلين بوريه، تدريب مجاني لبعض الفتيات والأطفال الذين كانوا برفقته والديهم في زيارتهم للمهرجان. وشهدت القرية، اليوم، إقبالًا كبيرًا من الزوار سواء من القاهرة أو غيرها، وتوافدت بعض الرحلات للطلاب إلى المكان لزيارته والاستمتاع بالسياحة البيئية للقرية، والقيام برحلات سفاري، وركوب الخيل، والمراكب والأنشطة الرياضية والبيئية المصاحبة لانطلاق المهرجان. وقالت السويسرية إيفلين بوريه، في كلمتها بإحدى الخيم التي أقيمت لإطلاق فاعليات المهرجان، إها جاءت إلى القرية ولم يكن فيها ماء أو كهرباء، ولكنها قررت أن تنهض بصناعة الفخار والخزف فيها، وتدريب أطفال القرية على هذه الحرفة، وأنها تتمنى أن يحافظ أهل القرية على طبيعتها البيئية، ولا تتحول إلى أبراج ومباني سكنية، وغيرها من الأنشطة التي قد تؤثر على طبيعتها. وقال محمود الشريف، رئيس جمعية الخزافين بقرية تونس، إنه بالتعاون مع بنك الإسكندرية، يعمل على دعم كل قرية فيها ميزة نسبية في صناعة أو حرفة معينة، مثل السجاد بقرية دسيا، وغيرها من الصناعات الحرفية. أما اللواء عصام سعد، محافظ الفيوم، فأشار في كلمته، إلى أنه يؤيد وجهة نظر الخزفية السويسرية، في ضرورة الحفاظ على هوية القرية، وألا تتغير طبيعتها نهائيًا، متابعًا: "أبناء القرية قابلوني في مكتبي بمجرد وصولي، من أجل التجهيز للمهرجان". وأضاف محافظ الفيوم: "لدينا قرى أخرى بخلاف قرية تونس بها مزايا نسبية في حرف يدوية، يستطيع أهاليها أن ينتجوا منتجات يدوية مبهرة، ونحن أطلقنا مبادرة على مستوى المحافظة، بالاهتمام بالقرى الأخرى التي تسير على منهج قرية تونس". وأكمل: "خلال القريب العاجل سنزور باقي القرى من أجل أن ندفع هذه القرى، للنهوض بالصناعات اليدوية التي تتميز بها، وهذا لن يحدث دون مشاركة مجتمعية، ولولا مشاركة الأهالي لم تكن قرية تونس في وضعها الحالي". وتعهد محافظ الفيوم، بأن يتبني قضية التسويق للمنتجات الحرفية، التي تتميز بها بعض القرى على مستوى المحافظة. وتميز مهرجان تونس هذا العام، بأن هناك مشاركة كبيرة من أصحاب الصناعات الحرفية من القرى الأخرى، التي تتميز بميزة نسبية مثل تونس، ودفع أهالي قرية تونس بمركبات التوك توك، لنقل الضيوف والزوار للمهرجان بالمجان داخل أرجاء القرية. واختتم الحفل الافتتاحي للمهرجان، بفرقة الفنون النوبية، التي تعمل في هذا المجال منذ 4 سنوات، وسط حضور عدد من النواب والقيادات التنفيذية بالمحافظة.