بعيداً عن الأضواء والتصريحات، ظل «أمير البحر» نائياً بنفسه عن صراعات مجلس الجنرالات، مع صفوف المعارضة، ولعله كان ابتعاداً حماه من وضع «المغضوب عليهم» من أعضاء المجلس العسكرى الحاكم. بهدوء وسكينة شديدين، خلع مهاب محمد حسين مميش، بذلته العسكرية البيضاء، خروج هادئ لقائد القوات البحرية المصرية المحال إلى التقاعد، مع انتقال للهيئة الأهم وسط هيئات الدولة العميقة، ليخلف بذلك الفريق البحرى السابق أحمد فاضل فى رئاسة هيئة قناة السويس، أموال القناة ليست أهم ما يشغل أمير البحر، الأهم أنه لن يبتعد كثيراً عن المياه. الجنرال البحرى من مواليد يونيو 1948، تخرج فى الكلية البحرية عام 1975 ثم حصل على درجة الماجستير فى العلوم البحرية، بين الفرقاطات، والسفن الحربية، وفرق الضفادع البشرية ارتقى مميش سلم القوات البحرية ليشغل منصب قائدها الأعلى خلفاً للفريق تامر عبدالعليم. كانت القوات البحرية قبل الفريق تامر عبدالعليم تحت قيادة الفريق أحمد فاضل، الذى خلفه مميش بالأمس فى رئاسة هيئة قناة السويس، ترتيب القدر أن يخلف الفريق مميش فاضلاً فى القوات البحرية، ثم رئيساً فى «القنال». عام ونصف العام توارى خلالها مميش فى الظل، ورغم انطوائه بعيداً عن كاميرات الصحفيين، تواترت عن القائد البحرى أخبار تفيد بأن مميش «يثور» بين الحين والآخر على بقية الجنرالات فى مجلس القوات المسلحة.. «العنتريات» المتواترة عن مميش ساقت بعض مستخدمى شبكات التواصل الاجتماعى لدعوته خلال صفحات عامة لخوض السباق الرئاسى، لكن القائد الهادئ، التزم الصمت. من بين «العنتريات» المذكورة عن الفريق مميش، فى شهور الصدام الذى استمر بين الشارع والمجلس العسكرى، أن مميش تقدم بالاستقالة فى مايو الماضى اعتراضاً على نوايا المجلس فى البقاء فى السلطة، القصة تناقلتها صفحات المواقع الاجتماعية، « تقدمت باستقالتى حتى أستريح من عذاب الضمير.. وحتى لا يذكرنى التاريخ بأننى كنت بداخل وزارة الدفاع. والمصريون يقتلون ويذبحون بالخارج، وكانت مهمتى العسكرية حمايتهم.. ولم أفعل»، مر عام وبضعة شهور، ولم يتقدم صاحب القصة المتناقلة باستقالته، حتى نسيها كثيرون. تصريحاته دائماً تقع فى صلب مجاله البحرى، بعيداً عن السياسة، لم يذكر أنه صرح ذات مرة فى واحد من الأحداث التى شهدتها مصر خلال العام والنصف الماضيين، فى كل أحداث يحاول البعض الحصول منه على تصريح للصحف، «دور القوات البحرية فى تأمين حدود مصر ومساعدة الداخلية على نشر الأمن داخل المحافظات البحرية الإسكندرية» لا يصرح بأكثر من هذا. تولى قائد القوات البحرية الأصغر فى عدد أفرادها بين قوات الجيش المصرى منذ عام 2007 حماية ما يزيد على الألفين من الكيلوات هى الشريط الساحلى للبحرين المتوسط والبحر الأحمر فضلا عن تأمين قواته سلامة الملاحة فى قناة السويس، وتأمينها حتى فى أيام اعتصامات يوليو 2011، بميدان التحرير، وقتها أعلن البعض عن عزمه توقيف الملاحة فى قناة السويس، مما جعل القائد البحرى يعزز قواته فى المجرى الدولى. بذلته العسكرية البيضاء تحمل عدداً من الأوسمة الحربية، لكنه لن يضطر لاحقاً لارتدائها، ذلك لأن القائد صاحب الأربعة والستين عاماً انتقل لتوه إلى منصب مدنى برئاسته لهيئة قناة السويس.