لا بد أن نفهم أولا حكمة الله سبحانه وتعالى فى خلق الإنسان بجعل الخصيتين فى كيس خارج الجسم؛ ذلك لأن الخصية تحتاج إلى درجة حرارة أقل (حوالى 35 درجة مئوية) من باقى الجسم الذى تبلغ درجة حرارته 37 درجة مئوية لتناسب إنتاج حيوانات منوية بكفاءة. تأثيرات دوالى الخصية المرضية إن ركود الدم وتراكمه فى الدوالى حول الخصية، والدم يرفع درجة الحرارة حول الخصية، وكما أشرنا فإن ذلك يؤثر سلبا على الحيوانات المنوية الناتجة من حيث العدد والحركة ونسبة غير الطبيعى فى العينة، ومن جهة أخرى فإن ركود الدم يؤدى إلى تراكم بعض نواتج أيض الخلايا وارتجاعها عند الحزق، ما يضر بخلايا الخصية؛ لأنها مواد إلى حد ما سامة وهناك نظريات عديدة فى هذا الشأن. نسبة حدوثها إن دوالى الخصية تصيب حوالى 20% من الرجال القادرين على الإنجاب وتصيب 40% من الرجال الذين لديهم مشاكل فى الخصوبة. أسباب حدوث دوالى الخصية الدوالى تحدث أكثر على الجهة اليسرى (80-90%) أكثر من اليمنى، وذلك لأسباب تشريحية خاصة وأحيانا تحدث على الجهتين (حوالى 20% من الحالات) وهى ثلاث درجات: الدوالى الكثيفة واضحة بالنظر، عروق زرقاء ممتلئة بالدم ومنتفخة ومتدلية فى كيس الصفن (الكيس الذى به الخصيتان) وتزداد مع الوقوف والحزق مثل الكحة. الدوالى المتوسطة غير واضحة بالنظر، لكن تحس باليدين كأنها كيس من الديدان داخل كيس الصفن وتحس فيها بنبضة أثناء الحزق مثل الكحة. الدوالى الخفيفة والتى لا تحس إلا أثناء الحزق وارتفاع ضغط البطن لأى سبب. تشخيص دوالى الخصية الموجات فوق الصوتية والمزودة بالدوبلر الملون هى حجر الزاوية فى تشخيص دوالى الخصية وإثباتها وتحديد درجتها ومدى الارتجاع بالأوردة وعددها وحجم الخصيتين وهل هما فى الحجم الطبيعى أم هناك ضمور، وكل هذه الأمور الضرورية لتقرير ما إذا كان هناك حاجة للجراحة أم لا. وبالطبع فإن إجراء تحليل سائل منوى هو أمر بديهى لبيان ما إذا كان هناك تأثير سلبى على مجمل صفات الحيوانات المنوية فى العينة من عدد وحركة ونسبة الطبيعى إلى غير الطبيعى؛ لأنه، كما أوضحنا، ليس كل رجل لديه «دوالى» على الخصية لديه مشكلة فى الحيوانات المنوية، بل نسبة قليلة منهم. علاج دوالى الخصية حيث إن دوالى الخصية هى عبارة عن مشكلة تشريحية وضعف بالأوردة فإنه لا يوجد دواء أو عقار يؤخذ لتصليح هذه المشكلة، إنما العلاج الوحيد هو عملية جراحية لربط الدوالى. دواعى إجراء عملية ربط الدوالى: 1- وجود دليل على تقلص حجم الخصية فى الجهة التى عليها الدوالى (ضمور) وعادة ما يحدث ذلك فى الحالات الكثيفة ويكون الفرق فى الحجم واضحا بين الخصيتين نتيجة تأثير الدوالى. 2- نتائج تحليل السائل المنوى أقل من النسب الطبيعية بشكل كبير من حيث العدد والحركة وأكثر من حيث عدد غير الطبيعى ولا يوجد ما يبرر هذه النتائج إلا وجود الدوالى. 3- وجود ألم وإحساس بثقل مستمر عند الوقوف بحيث يؤثر سلبا على الشخص المصاب بالدوالى ويسبب له قلقا مستمرا وإحساسا بعدم الراحة ولا يستجيب هذا الألم المزمن للعلاج. وتختلف طرق الجراحة، ولها عدة طرق إما على القناة الأربية أو أسفل منها أو أعلاها حسب تفضيل وخبرة الجراح أو بالمنظار تحت مخدر موضعى أو نصفى أو عمومى. مضاعفات العملية: بعض المرضى حوالى 2 - 5% يحدث عندهم تجمع مائى حول الخصية وحوالى 10% نسبة رجوع فى الدوالى مرة أخرى. وهناك خلاف كبير على فعالية الدوالى على تحسين مجمل صفات الحيوانات المنوية، لكن أغلب الأبحاث تشير إلى حدوث تحسن قد يصل إلى 60 - 70%، لكن غالبا ما تظهر التغيرات أو يحدث تحسن بعد 3 - 4 أشهر من إجراء العملية.
