اعتاد كل عام أن يقيم مائدة رحمن لإفطار الصائمين، وهذا العام عجز عن إقامتها بسبب ارتفاع الأسعار وركود السوق، فقرر أن يستبدل بها مائدة مشروبات من التمر والعرق سوس والعصائر المختلفة؛ متبعاً المثل الشعبى «نص العمى ولا العمى كله»، وفى الوقت نفسه لا يحرم نفسه من الفوز بالثواب. «الخير له أشكال وألوان، وعلى قد رزقك تقدر تعمل خير»، نصيحة قدمها حمادة عبده، لكل من يرغب فى عمل الخير، حيث استبدل بمائدة الإفطار التى لم يستطع إقامتها هذا العام، عمل سبيل لتقديم مشروبات رمضان أطلق عليه «سبيل أهل الله»، مستغلاً المساحة الفارغة أمام محله، والموجودة فى منطقة مرتفعة، بالقرب من سوق السيدة عائشة، لعمل سبيل مشروبات رمضان. الفكرة جاءت لحمادة قبل رمضان بأيام قليلة، والتجهيز لها لم يأخذ منه أكثر من يومين، لشراء «جراكن» كبيرة لوضع المشروبات بداخلها، ثم تصميم «تانده» كبيرة لحماية أهل الله الواقفين لأخذ المشروبات، من الشمس، إلى جانب عدد من «الجراكن» الصغيرة، لتعبئة العصير، وأكياس بلاستيك لوضعه بها، كما أنه استغل عدداً من الصبية، الذين يعملون معه فى المحل، لمساعدته فى وضع العصائر، وتوزيعها على عباد الله. عرق سوس، سوبيا، تمر هندى، كركديه، لبن بالبلح وعصير برتقال، هى مائدة المشروبات، التى يقدمها حمادة لأهل الخير «قلت أبل ريق الصايم وأفوز بالثواب وعلى أد إمكانياتى». العمل فى «سبيل» حمادة، يبدأ فى السادسة مساءً، حيث يبدأ فى رص «الجراكن» الكبيرة، هو واثنان من العمال، ممن يساعدونه فى توزيع المشروبات، ويبدأ الصائمون الموجودون بمنطقة السيدة عائشة، فى القدوم إلى السبيل لأخذ مستلزمات بيتهم من مشروبات رمضان، خاصة مشروب «العرق سوس» الأكثر طلباً فى رمضان. بعد نجاح التجربة، والفرحة التى تملأ قلبه كل يوم، مع إفطار أكبر عدد من الصائمين، قرر حمادة أن يكون سبيل المشروبات، الذى أقامه، موجوداً كل عام فى رمضان، وليس هذا العام فقط، قائلاً: «أدينا بنعمل خير وناخد ثواب إفطار صائم والناس بتفرح».