وجد في نفسه الرجل الشعبي، الذي يعيش في كل بيت وكل حارة من حواري مصر، فهو المعلم "حسب الله بعضشي" النشال، وعم "غزال" الميكانيكي، والريس حامد المركبي، وعم سليمان الطباخ، عندما ترى أداءه الفني تشعر بأنه يجلس معك يتصرف مثلك ويشعر بحالك، فهو الصديق والأب، والرجل ابن البلد، المعلم جمال إسماعيل. ظن الكثيرون ممن يتابعون فنه وأعماله، أنه رجل جاهل أو على أقصى تقدير لم يكمل تعليمه، فأداء جمال إسماعيل المتميز والمقنع لشخصية ابن الحارة والمناطق الشعبية، ضحك به على الجميع لينسوا أنه حصل على ليسانس آداب قسم تاريخ جامعة عين شمس عام 1957، وحاصل أيضا على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1956. اختار "إسماعيل" طريقه بحرفية عالية منذ الصغر، فالتحق بالمسرح الشعبي، الذي عين مفتشا فيه عام 1958، وبدأ بإخراج عروض الفرقة المدرسية والجامعات وحفلات الشركات، إلى أن انضم لفرقة التلفزيون عام 1961، وظهر في أدوار صغيرة في مسرحيات "الدبور" و"السكرتير الفني" إلى أن انطلق "المعلم" "بعضشي" إلى الأضواء عام 1969 خلال المسرحية الشهيرة "سيدتي الجميلة". انطلاقة جديدة، كانت لجمال إسماعيل في السبعينات، عبر فيها عن حال جلاد السياسيين في المعتقلات، "إحنا لما اتعينا جديد الظباط الكبار جمعونا وفهمونا كل حاجة، قالوا لنا مصر لا يمكن تنتصر ولا ينصلح حالها طول ما العالم دي بره المعتقل"، هذا ما قاله الشاويش عبدالمعطي، في فيلم "إحنا بتوع الأتوبيس"، الذي جسد فيه حال الشاويش الغلبان، المضحوك عليه من قادته لتنفيذ الأوامر سمعًا وطاعة ضد المعتقلين. بعدها عاد في أواسط عمره لأدوار الرجل ابن البلد، فجسد الريس حامد المركبي في فيلم "جزيرة الشيطان" مع عادل إمام، والمعلم صاحب القهوة في "اللعب مع الكبار" مع عادل إمام وحسين فهمي، والريس بكر السواق في "حسن اللول" مع أحمد زكي، ومهما صغر الدور الذي يجسده إلا أنه كان يترك علامته وتأثيره عليه. ظهر جمال إسماعيل، في روائع الدراما "ألف ليلة وليلة" بدور الزبال تمبال، ثم ظهر في فوازير "ألف ليلة وليلة - كريمة وفطية وحليمة" في دور مشكاح، وهي شخصيات لا تختلف كثيرا عن طبيعة الأدوار التي قدمها النجم الرائع. قضى المعلم جمال إسماعيل، فترة كبيرة من عمره في أحضان الدراما التليفزيونية، في دور الأب الطيب والمعلم مسموع الكلمة والرأي والرجل الشقيان، وحتى أدواره الشريرة كانت تحمل خفة الظل، فظهر في دور الأسطى زعقلاني في مسلسل "عائلة الأستاذ شلش"، وظهر بدور بدوي في مسلسل ليالي الحلمية، وعم غزال الميكانيكي والد فرح في "الضوء الشارد"، وبعدها شارك في العديد من الأعمال "الليل وآخره" و"أحلام عادية" و"قلب ميت".