قامت قوات الشرطة وبلدية القاهرة،اليوم، برفع إشغالات الطريق بميدان رمسيس التى تخص الباعة الجائلين الذين شغلوا الميدان لشهور كثيرة بعد الثورة. وشارك عشرات الجنود فى رفع إشغالات الباعة الجائلين برمسيس وانضم إليهم عمال نظافة تابعون لمحافظة القاهرة، فضلاً عن تجار الكرتون الذين رفعوا مخلفات الباعة الجائلين من الكرتون والورق المقوى، تمهيداً لبيعها لحسابهم. وكان عشرات الباعة الجائلين قد افترشوا الشوارع ببضائع مختلفة، منها الأجهزة الإلكترونية والملابس والأحذية والأدوات المنزلية والمأكولات. ويقول أحد قيادات الشرطة المشرفين على رفع الإشغالات: إن «وجود الباعة الجائلين بهذه الكثافة صار يعوق حركة المارة على الأرصفة، وفى حدائق ميدان رمسيس». وتابع المصدر أن «قطاعاً عريضاً من الشعب يؤيد رفع إشغالات الطرق، لأنهم يتمنون عودة النظام والنظافة لشوارع مصر». فى زاوية من ميدان رمسيس بالقرب من شارع الجمهورية صاحت سيدة ستينية فى بعض شباب الباعة الجائلين طالبة منهم مساعدتها فى رفع «فاترينتها» التى تبيع عليها بعض البضائع المُقلدة رخيصة الثمن. ويقول زكى محمد، أحد الباعة اللاجئين: «البلدية ما أخدتش حاجتنا والشرطة سمحت لنا إننا ناخد بضاعتنا ونمشى بدل ما تاخدها البلدية.. وللأمانة صبروا على البياعين الكبار فى السن اللى زى حالاتى على ما يلاقوا شباب يشيلوا معاهم فرشتهم». منفعلاً يقول الشيخ الستينى زكى محمد، أحد الباعة، إن «الحكومة بترمى الناس دى فى حضن البطالة والإرهاب.. اللى واقف ياكل عيش ده لو اتسحب منه أكل عيشه هيبقى مع الإخوان ويفجر ويقتل». وينفى «زكى» تلقى الباعة الجائلين فى ميدان رمسيس أى عروض بخصوص الانتقال إلى أسواق أخرى تدشّنها الحكومة فى مكان ثانٍ، بعيداً عن إشغال الطريق فى رمسيس. شارك نحو خمسة عشر عامل نظافة فى تنظيف ميدان رمسيس أثناء رفع إشغالات الطريق، وحسب ما يقوله أشرف عبيد، مشرف عمال النظافة التابعين لمحافظة القاهرة، فإن «محافظة القاهرة دفعت بعمال النظافة بالتزامن مع بدء رفع الإشغالات فى محيط ميدان رمسيس، بغرض تجميل المكان ورفع المخلفات التى يمكن رفعها»، بائعو الكرتون والخردة وجدوا بين مخلفات الباعة الجائلين على أرصفة رمسيس تلالاً من الكرتون والخردة الصالحة، حسب تقييمهم، حصلوا عليها بالمجان بعد موافقة ضباط الشرطة المشرفين على رفع إشغالات الباعة الجائلين. يوسف عماد كان من بين جامعى الكرتون الذين تهافتوا للحصول على أكبر كمية من العلب الكرتونية. ويقول «يوسف»: «بناخد الكرتون بعد ما نستأذن من الباشا الظابط اللى موجود، وبنبيعه لتاجر كرتون كبير فى الدراسة». سماح الشرطة لبائعى رمسيس الجائلين باصطحاب بضائعهم، حال دون وقوع اشتباكات بين الشرطة والجائلين. رغم أن عدداً من البائعين تجمع عند نواصى شوارع الجمهورية والفجالة والجلاء. يقول أحد الباعة الجائلين، رفض ذكر اسمه، إن «البياعين مالهمش مكان تانى.. لما الشرطة تمشى هنرجع مرة تانية».