«مجدى حسيب داود»، 43 سنة عامل.. عاد إلى منزله بعد أيام من تركه القرية.. قال «والله اللى حصل ده محدش يصدقه يعنى علشان قميص تتحرق البلد كلها وتخرب.. أنا يوم الخميس 26 يوليو كنت فى الشغل فى المصنع اللى فى التبين وبعدها رجعت للبيت، كانت الساعة حوالى 6 آخر النهار، وسمعت إن مكوجى مسيحى حرق قميص مسلم»، وأضاف مجدى أن الموضوع «كبر» والناس أشعلوا النيران فى منزل المسيحى.. أنا من مواليد القرية ومتزوج ولدى 3 أبناء وباعمل فى مصنع بالتبين ولدى ورشة ميكانيكا وليس لدىّ أى عداءات شخصية مع أحد.. سواء كان مسلماً أو مسيحياً. وعن اللحظات العصيبة التى مر بها هو وأسرته قال مجدى «ناس من الجيران خدوا الطيور اللى كنا بنربيها بعد اقتحام المنزل وبقوا يراعوها لغاية ما رجعنا من أيام». وأضاف مجدى أن الأمور كانت مستقرة نوعاً ما بعد المشاجرة إلا أنه بدءاً من الثلاثاء الماضى، وعلمنا بوفاة معاذ «أنا بصراحه مكنتش فى البيت وقمت من النوم ورحت الشغل وكانت الساعة 8 الصبح، وحوالى الساعة 9 جالى اتصال من زوجتى أخبرتنى فيه أن الشاب معاذ اللى كان مصاب فى المشاجرة مات والأسر المسيحية بيسيبوا القرية ويمشوا، رديت عليها قلت لها خليكى عندك إحنا مالنا أصلاً بالخناقة دى»، وقال إن زوجته أخبرته بأن الشرطة هى التى طلبت منهم أن يتركوا القرية منعاً لأى اشتباكات قد تحدث بين الجانبين. وأضاف مجدى أنه طلب من زوجته الذهاب لشقيقته فى مدينة 6 أكتوبر، وأضاف حسيب أنه عقب عودته إلى المنزل وأثناء مشاهدته قناة «سى بى سى» سمع عن وجود اشتباكات بين الشرطة والأهالى ومحاولة اقتحام الأهالى لكنيسة مار جرجس بالقرية، وأن عدداً من الأهالى قاموا باقتحام المنازل والبيوت. قال مجدى إنه فى اليوم الثانى شاهد منزله محطماً تماماً على شاشة التليفزيون ضمن 25 منزلاً، وعدداً كبيراً من المحال التجارية تعرضت للاقتحام والسرقة، فقام عقب الأحداث بيوم واحد بالذهاب إلى القرية فى ساعة متأخرة من الليل، وأثناء دخوله منزله شاهد كارثة أجبرته على الصمت لأكثر من 20 دقيقة تفقد خلالها غرف المنزل الذى تقع مساحته على قيراط كامل ومكون من طابقين، ووصف مجدى منزله وقتها قائلاً: «اللى شفته أن مفيش حاجة كانت سليمة فى البيت حتى العيش دهسوه برجليهم». أضاف مجدى أنه ذهب بعد ذلك إلى منزل شقيقه وهناك رآه هو الآخر شبيهاً بمنزله فغادر القرية فى صمت وذهب إلى منزل شقيقته بأكتوبر، وأضاف: «بعدها بقيت أنام فى الشغل وحالتى النفسية كانت صعبة أوى». وتابع مجدى شرح ما شاهده عقب عودته قائلاً: «جيرانى المسلمين رحبوا بينا وجابوا لنا أكل ورجعوا لنا الطيور، بس إحنا عاوزين أكثر من 80 ألف جنيه علشان نعرف نعيد تجهيز البيت»، وأنهى حديثه قائلاً: «نضفنا أوضه واحدة وفرشنا على الأرض وبقينا ننام فيها كلنا علشان مش عارفين نعمل إيه؟».