قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع روسيا ستكتب فصلاً جديداً على درب التعاون بين البلدين وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية، وشراكتنا الاستراتيجية، مؤكداً أنه تم الاتفاق مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا. «السيسى»: اتفقت مع «بوتين» على إعلان 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن بالغ سعادته، بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية - الروسية، على مدار الأعوام الأربعة الماضية، والإنجازات التى تحققت فى مختلف المجالات، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين، المتمثل فى اتفاقية إنشاء المحطة النووية فى الضبعة، وهو المشروع الذى يعد، دون شك، عنواناً لنقلة نوعية فى مستوى التعاون بين بلدَينا الصديقين، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون فى التصنيع، والذى أثق فى أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية، فى حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة فى مصر. وأضاف «السيسى»، ، خلال كلمته التى ألقاها فى المؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين: لقد تكللت كذلك جهودنا المشتركة، فى تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديداً، على درب التعاون فيما بيننا، وستفتح آفاقاً ممتدة، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية، وشراكتنا الاستراتيجية، كما تجدر الإشارة إلى اتفاقى مع الرئيس «بوتين» على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا، حيث نأمل أن يشهد هذا العام العديد من المناسبات الاحتفالية، التى تعكس التواصل الثقافى والحضارى والفنى بين البلدين والشعبين الصديقين. المحطة النووية فى الضبعة عنوان لنقلة نوعية فى مستوى التعاون بين البلدين.. ومشروع المنطقة الصناعية الروسية ينقل التعاون من مرحلة التبادل التجارى إلى التصنيع وتابع «السيسى» قائلاً: «تطرقنا إلى القضية الفلسطينية، ولمسنا التقارب الكبير فى مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية، لا سيما تأكيد الثوابت، المتمثلة فى ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولى ومبادرة السلام العربية. كما حظيت تطورات الأوضاع فى سوريا بحيز مهم من النقاش، حيث اتفقنا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا، حول هذا الملف الحيوى، والعمل على تفادى المزيد من التصعيد الميدانى فى سوريا، بالتوازى مع بحث سبل دعم الحل السياسى، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممى، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور فى أقرب فرصة، كخطوة مهمة، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية، وصولاً إلى حل سياسى شامل، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السورى الشقيق، ويحافظ على وحدة الدولة السورية وسلامتها الإقليمية، مضيفاً: «وبخصوص الأوضاع فى ليبيا، فقد تطرقت المباحثات إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسى والأمنى، وتبادلنا التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات، التى تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة فى ليبيا. وحَرِصتُ فى هذا الإطار على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسى فى ليبيا، والجهود المبذولة من القاهرة، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها بفاعلية. كما اتفقتُ مع الرئيس «بوتين» على أهمية تعزيز تبادل المعلومات بين الأجهزة المختصة، اتصالاً بجهود التصدى للإرهاب، خاصةً فيما يتعلق بانتقال الإرهابيين، من مناطق عدم الاستقرار إلى دول أخرى، وارتكابهم لأعمال إرهابية فى تلك الدول، وأكدنا كذلك ضرورة منع الدول لمرور هؤلاء الإرهابيين عبر أراضيها، وتبادل المعلومات بشأنهم مع جميع الدول الأخرى، والمنظمات الدولية المعنية، كما أكدتُ انفتاح مصر للتعاون المكثف مع روسيا فى هذا المجال، باعتبار البلدين شريكين تقليديين، تجمعهما رؤية واضحة ومشتركة، إزاء هذا التحدى الخطير على استقرار المنطقة، كما قمت باستعراض نتائج العملية الشاملة سيناء 2018، والنجاحات الفائقة التى حققتها، فى إطار جهود مصر فى مكافحة الإرهاب. «بوتين»: نسعى لاستئناف الرحلات المباشرة فى وقت قريب.. ونشعر بالارتياح حول ضمان الأمن.. وزيادة التبادل التجارى بين مصر وروسيا ل6.7 مليار دولار وفى بداية حديثه فى المؤتمر الصحفى، قدم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين التعازى لأهالى القتلى، كما قدم التمنيات للمصابين بالشفاء، فى الحادث الذى وقع فى بلاده، حيث لقى 13 شخصاً مصرعهم وأصيب نحو 50 آخرين إثر انفجار غاز فى معهد بوليتكنيكى بمدينة «كيرتش» غرب شبه جزيرة القرم، وطالب بوتين الحاضرين للمؤتمر الصحفى، بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح الضحايا، «يا أصدقائى الأعزاء، إنى استأذنكم بالوقوف دقيقة حداداً على أرواح من توفّى فى جزيرة القرم». ورحَّب «بوتين» بالرئيس عبدالفتاح السيسى، موضحاً أن المباحثات بينه وبين رئيس مصر جرت بشكل فعال، لافتاً للقائه مع السيسى، بشكل «غير رسمى»، لتبادل الآراء حول موضوعات عدة، واستمرت المباحثات حول العلاقات الثنائية والأوضاع فى الشرق الأوسط والعالم، مؤكداً أن العلاقات المصرية - الروسية تعتمد على الصداقات والاحترام المتبادل، ومراعاة المصالح المشتركة. وأضاف «بوتين»: «وقعنا اتفاقية شراكة شاملة وتعاون استراتيجى بين البلدين، لتعميق العلاقات الثنائية، وأهمها العلاقات الاقتصادية والتجارية»، منوهاً بزيادة التبادل التجارى بين مصر وروسيا ل6.7 مليار دولار، والتى زادت خلال الأشهر ال8 الأولى هذا العام بنسبة 20%. وأشار «بوتين» إلى أن روسيا تقدم صادراتها لمصر وأبرزها القمح، وأن روسيا ترحب برغبة مصر فى التوقيع على اتفاقية الأوروآسيوى، وهذه الاتفاقية قد تفتح مجالاً إضافياً لتعميق التعاون الاقتصادى، وأنه ناقش مع الرئيس كل تفاصيل التعاون الثنائى فى مجال الطاقة، والمشروع الرئيسى هو بناء محطة نووية فى مصر، مؤكداً أنه من المتوقع إنشاء منطقة صناعية روسية فى مصر شرق بورسعيد، التى تشمل منتجين للصناعة والمعادن. وتابع «بوتين»: «من المتوقع أن نوقع اتفاقيات مع الشركات المصرية التى ستشارك فى المشروع نهاية هذا العام»، لافتاً لوجود «خبرة روسية فى مجال النفط والغاز، وهناك تصديرات للمنتجات النفطية والغاز المسيل لمصر، وفى مجال الصناعة هناك اتفاقية كبيرة بقيمة 1.3 مليار يورو لشراء 1300 عربة قطار لمصر من روسيا». وقال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إنه من المخطط استثمار أكثر من 7 مليارات دولار فى مصر، وتشغيل أكثر من 35 ألف شخص، مؤكداً أنه ناقش مع الرئيس عبدالفتاح السيسى عودة الرحلات الروسية للغردقة وشرم الشيخ، وأنه ناقش مع الرئيس السيسى التعاون فى المجال العسكرى، وتابع: «نُبدى أهمية خاصة للتعاون فى المجال العسكرى، وفى هذه الأيام تجرى فى مصر مناورة تكتيكية لقوات المظلات، ونحن فى روسيا ومصر نُبدى اهتماماً خاصاً بالثقافة والعلاقات الإنسانية». وأوضح «بوتين» أنه والرئيس السيسى يرحبان بمبادرة إعلان عام 2020 سنة التبادل الإنسانى بين روسيا ومصر، وقال: «بحثنا الوسائل المتعلقة باستئناف التبادل السياحى الكامل والرحلات الجوية الكاملة، وفى أبريل الماضى استؤنفت الرحلات بين مصر والقاهرة، وناقشنا استئناف الرحلات السياحية للغردقة وشرم الشيخ، وأشرنا بالارتياح إلى أن المصريين يقومون بكل ما فى وُسعهم لضمان الأمن، وسنسعى لاستئناف الرحلات المباشرة فى وقت قريب». واستكمل «بوتين» أن المباحثات التى أُجريت أكدت تطابق وجهتى النظر المصرية والروسية فى بعض القضايا الدولية والإقليمية، والتعاون الروسى - المصرى لا يزال عنصراً فعالا فى ضمان الاستقرار والأمن فى الشرق الأوسط وأفريقيا، وأضاف: «أخبرت الجانب المصرى حول خطوات روسيا فيما يخص سوريا، وأنه جرى الاتفاق على تواصل العمل المشترك بين مصر وروسيا فى القضية السورية، وقُمنا بضبط عقارب الساعة فى هذا المجال، واتفقت مع صديقى المصرى على الاهتمام بما يحدث فى إدلب، حيث يوجد هناك إرهابيون خطرون إذا انتقلوا لمناطق أخرى». وأوضح «بوتين» أنه أخبر الجانب المصرى حول مضمون الاتفاقات بين روسيا وتركيا بشأن إدلب، واتفق على تكثيف التعامل والتنسيق بخصوص المسار السياسى فى التسوية السورية. وأشار «بوتين» إلى أن الجانب المصرى شجع مؤتمر الحوار الخاص فى سوريا، والأهمية الراهنة هى تشكيل لجنة الدستور فى سوريا، ويجب إعادة بناء سوريا وإعادة النازحين لسوريا وتهيئة الظروف الملائمة لذلك. ودعا الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى المباحثات المباشرة بين الأطراف المتنازعة حول القدس للتسوية، مشيراً إلى أنه فى العام المقبل مصر ستترأس الاتحاد الأفريقى، ونتمنى لكل أصدقائنا المصريين النجاح فى هذا العمل، وخصوصاً للرئيس عبدالفتاح السيسى، لزيادة التعاون بين روسيا والدول الأفريقية. وأعلن مساعد الرئيس الروسى يورى أوشاكوف، ، أنه سيتم عرض مجموعة من الأسلحة والمعدات العسكرية على الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال زيارته إلى سوتشى. وأوضح «أوشاكوف» أن المعدات العسكرية التى سيتم عرضها قد تشتريها القاهرة فى المستقبل، بالإضافة إلى عرض سيارات جديدة من طراز «أوروس»، المصنوعة بموجب مشروع «كورتيج» لسيارات الكرملين والحكومة الروسية مؤخراً. وقال «أوشاكوف»: «سيتم تنظيم عرض فيديو خاص للرئيس المصرى حول المعدات العسكرية الروسية، التى قد تكون فى المستقبل موضوع مفاوضات ثنائية لتزويد القاهرة بها».