حذر علماء الأزهر والأوقاف المشاركون في القافلة الدعوية بالتجمع الخامس من مغبة الاعتداء على المساجد والعلماء والأئمة، وأطلق العلماء إنذارًا شديدًا لكل من يحاول أن يعتدي على حرمة المساجد والعلماء، قائلين لهم: "إلا بيوت الله؛ فهى خط أحمر، والأزهر والأوقاف لن يقفا مكتوفي الأيدي أمام أي محاولة للنيل من قدسية بيوت الله". وفي خطبة الجمعة بمسجد حسن الشربتلي قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر: "لم يكن شيء في الوجود على قلب المسلم يلقى التقديس والتعظيم والإجلال مثل كتاب الله، وحرمات الله، وبيوت الله؛ فإن بيوت الله من شعائره التي يجب أن تعظّم، ولا يحتاج مسلم صادق توجهه إلى الله، وموثّق ارتباطه بدينه، لا يحتاج إلى مذكِّر له بتعظيم بيوت الله، وإنما يندفع اندفاعًا من تلقاء نفسه يعظِّم بيوت الله، ويصون حرمتها، ويحافظ على قدسيتها". وشدد وكيل الأزهر على أن رفع الأصوات والاعتداء على أئمة المساجد يعد جريمة؛ فأحكام الشريعة تجرم الكلام في أثناء إلقاء خطبة الجمعة، بل قال العلماء إن الكلام ممنوع حتى لو كان أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر، إن الاعتداء على العلماء بأى نوع من صور الاعتداء أمر مستقبح جدًا، والعلماء يبيّنون أن الذي يعتدي عليهم خاسر خسرانًا كبيرًا، ولهذا نجد من العبارات التى تُظهر المكانة الأدبية للعلماء قولهم بأن "لحوم العلماء مسمومة"، والمعنى أنه سيرتكب جرمًا كبيرًا من يتعدى على أي عالم من العلماء. بينما أكد الدكتور أسامة الأزهر ي في خطبته بمسجد الحمد أن للمساجد رسالة جليلة في حياة الأمة؛ فهي مكان العبادة، وهي ملتقى العلم والمعرفة، وهي دور الثقافة ومأوى الأفئدة. وأضاف قائلاً: ما أحوج المسلمين اليوم إلى تأليف القلوب وجمع الكلمة، ومعالجة قضايا الأمة بالعقل والحكمة، فنحن اليوم في عصر يموج بالفتن والتيارات الفكرية المنحرفة، فما أحوجنا إلى التعاون والتكاتف والاجتماع والألفة، ونبذ الخلاف والفرقة، ويمكن أن توظَّف خطبة الجمعة في المساجد لهذا الغرض، فيحصل التأثير الإيجابي على حياة الأمة من خلال رسالة المسجد في الإسلام، وما لها من دور فاعل في إبراز سمات الإسلام وخصائصه، كاليسر، والعدل، والسماحة، والمساواة، والسمع، والطاعة، والوفاء بالحقوق، والبعد عن مواطن الشبهات والشهوات بأسلوب علمي بعيد عن التشدّد والغلو، فالرفق واللين لا يكون في شيء إلا زانة، ولا ينزع من شيء إلا شانه، وهو بهذا يقرر المصالح العظمى للأمة، ويدرأ عنها المفاسد والشرور. وقال الدكتور محمد عبدالعاطي رئيس قسم الدرسات الإسلامية بكلية التربية بجامعة الأزهر في خطبته بمسجد طلعت مصطفى إن المساجد منزهة عن أن يصرخ فيها أحد ليعترض على خطيب الجمعة، ولو تصورنا أن هذا مباحًا لما كانت هناك صلاة جمعة، فمن الطبيعي أنه إذا صرخ شخص في خطيب الجمعة أن يرد عليه شخص آخر، ولا نتصور إتمام صلاة جمعة كل أسبوع ويكون فيها هذا الاعتداء على الخطيب أو رفع الصوت بالإهانات.