"شعرت بالفخر الشديد أنني سألتحق بسلاح عرف عنه الفدائية والتضحية، والتواجد خلف خطوط العدو، رجال يعلمون جيدا أنهم إذا نفذوا عملية فدائية، ونجوا مرة فإن احتمال استشهادهم في المرات القادمة يتضاعف ألف مرة.. هذه شهادة جندي مجند الحسيني أبوضيف بسلاح الصاعقة". قال الشهيد عن ذكرياته في سلاح الصاعقة، الذي كتبها بمدونته "الصحفي الحسيني أبوضيف": إنه "في عام 2003، وبعد سقوط بغداد تحت وطأة الاحتلال الأمريكي بثلاثة أيام كان لي الشرف، أن ألتحق بسلاح الصاعقة لأداء الخدمة العسكرية، وقتها كنت أشعر أن الدور قادم على مصر، التي وصفتها كونداليزا رايس، وزير الخارجية الأمريكية السابقة فيما بعد ب(بالجائزة الكبرى)، لذا شعرت بالفخر الشديد أنني سالتحق بسلاح عرف عنه الفدائية والتضحية". ولم يكن أبوضيف مجرد مجند عادي داخل سلاح الصاعقة، "السلاح الأخطر داخل الجيش المصري، فهذا المجند الصعيدي الصلب اجتاز فرقة الصاعقة بتفوق، ونال رتبة فدائي، وعن هذا يقول في مدونته "بعد الانتهاء من التدريب الأساسي، واجتياز فرقة بمدرسة الصاعقة بنجاح، وحصولي على رتبة فدائي، تم توزيعي على إحدى المجموعات القتالية بسيناء"، وهنا يقول صديقه حسام السويفي، ل"الوطن"، بأن الحسيني أبوضيف كان يعرف جميع أنواع الأسلحة، ويرصدها خلال مظاهرات الإخوان، ليس لأنه كان صعيديا، ومعرفته بالأسلحة أمر عادي في الصعيد، ولكن لكونه التحق بسلاح الصاعقة، وتعلم داخله الكثير وألمّ بجميع أنواع الأسلحة، للدرجة التي جعلته يرصد أسلحة الإخوان قبل مقتله بمجرد النظر ويوثقها بكاميرته، وهو ما كان السبب الرئيسي في مقتله ب"الاتحادية". يعود "الحسيني" للحديث عن ذكرياته في سلاح الصاعقة بسيناء، ويقول عن مهمته: "بعد وصولي بأشهر قليلة وجدت اسمي ضمن قائمة أسماء دورية تجوب سيناء بهدف البحث والتفتيش عن المخدرات، وعلمت أن تلك مهمة عادية من أجل مكافحة زراعة المخدرات، نظرا لعجز قوات الشرطة، وبعد وصولي إلى سيناء في منطقة الجنوب، مكثنا عدة أيام ثم خرجت دورية من كبار الضباط من أجل استكشاف المناطق الجبلية، التي تصلح لإخفاء السلاح والذخيرة بها قبل نشوب أي معركة على أرض سيناء مع العدو الصهيوني، واختارني الضباط للخروج معهم في هذه المهمة، وبعد مسيرة بالسيارة العسكرية وصلت دورية الاستطلاع إلى وادي ضيق رأى فيه القائد، أنه مكان مناسب لتخزين الأسلحة والذخيرة والمواد التموينية، إذا ما نشبت عمليات عسكرية وذلك لأن طبيعة عمل قوات الصاعقة خلف خطوط العدو لا تسمح لهم الظروف بالعودة إلى مراكز القيادة للتزود بالسلاح والذخيرة، فيتم تعويض ذلك بإنشاء مراكز تخزين في أماكن ملائمة بحيث تعبر قوات مخصصة لهذا الهدف، وتشوين العتاد والسلاح في تلك النقط على أن يتم إبلاغ القوات بها بصورة سرية". شهادة من واقع سجلات مدونة الحسيني أبوضيف، يتحدث فيها عن فترة تجنيده في سلاح الصاعقة، فهو الفدائي الذي بذل قصارى جهده وحياته في خدمة وطنه، وكان مجندا في حب وطنه حتى بعد خروجه من الخدمة العسكرية، فهو الجورنالجي، الذي دافع عن حقوق زملاء مهنة الصحافة، وكان كل يوم يمر عليه يحبو فيه نحو الشهادة مثل أقرانه من شهداء ثورة 25 يناير، لم يتوقف قلمه من الكتابة عنهم، إلى أن صعدت روحه إلى بارئها.