شهد الطريق الدائرى أعلى المنيب حادثا مأساويا راح ضحيته 8 أشخاص من قرية ميانة التابعة لمركز أهناسيا بمحافظة بنى سويف، نتيجة تصادم سيارة ميكروباص كانوا يستقلونها مع سيارة نقل. تم نقل المصابين إلى مستشفيى أم المصريين وقصر العينى، بينما تم نقل الضحايا إلى مشرحة زينهم. انتقلت «الوطن» إلى مشرحة زينهم لرصد حالة الحزن التى بدت على أهالى القرية الذين وصلوا إلى هناك بمجرد سماعهم خبر مقتل ذويهم. «أنا قلتلك متروحيش يا منى».. هكذا بدأت عبلة هلال (54 سنة) والدة «منى سعيد» (26 سنة) التى لقيت حتفها فى الحادث.. تقول والدموع تنهمر من عينيها: «ابنتى تزوجت منذ سنة ونصف السنة ولديها طفل، وكانت فى زيارة لأهل زوجها فى بنى سويف». وأضافت أنها طلبت منها عدم التوجه إلى هناك بسبب خوفها عليها، وأضافت أن زوج ابنتها «عماد مصطفى سيد» (34 سنة) حالته خطيرة فى مستشفى قصر العينى، ودّعناها وهى تقول «إزاى هعيش بعدك يا بنتى؟». حسن أبوحامد (48 سنة) عامل، ترك زوجته و3 أطفال بحثاً عن مصدر رزق فساقه القدر إلى أن يستقل ميكروباص الموت إلى القاهرة، يقول شقيقه عبدالله (45 سنة) عامل، الذى بدا متماسكاً والذى كان ينتظره بالمنيب: «اتصل بى حسن ليلاً وكانت نبرة صوته غريبة وشعرت كأنه يودعنى وطلبت منه توخى الحذر»، وأضاف: «اتصلت بى زوجة أخى وأبلغتنى أن هناك حادثا وأغلب ضحاياه من أهناسيا فتوجهت إلى المستشفيات التى نقلوا إليها المصابين فلم أعثر على أثر لشقيقى، وكانت قدماى تتثاقل عن التوجه إلى المشرحة لأننى كنت متمسكاً بأمل أن شقيقى ما زال على قيد الحياة، وعندما وصلت إلى المشرحة فوجئت باسم أخى بين الضحايا». أما أحمد عويس (49 سنة) عم سائق الميكروباص مرزوق محمد عويس (27 سنة) أحد ضحايا الحادث الأليم فقال: «مرزوق كان دائم الشكوى لى من الطرق الوعرة التى يسيرون عليها من وإلى بنى سويف»، وأضاف أن مرزوق متزوج ولديه طفلان، وعلى الرغم من اعتياده السفر فإن هذه المرة قدم إلى منزلى وبدأ يتحدث عن خوفه على طفليه وزوجته ووالده المريض وحين سألته عن مناسبة هذا الحديث قال لى «أنا على طريق وماحدش ضامن حاجة». ويقول على رجب عبدالفضيل شقيق صلاح رجب الذى لقى حتفه فى الحادث إن شقيقه يعمل «مبيض محارة» بالقاهرة مع أبناء عمه، ولديه أربعة أطفال، كان يزورنا كل أسبوعين، واستقل الميكروباص بعدما أدى معى صلاة الفجر فى المسجد، وطلبت منه تأجيل سفره ليبقى مدة أطول بين أطفاله، ولكنه قال لى إنه مرتبط بعمل فى القاهرة.. وفى حوالى الساعة السابعة صباح أمس تلقى اتصالا تليفونيا من شرطة العمرانية يبلغه بوفاة شقيقه. وأنهى كلامه بجملة «الحمد لله على كل حال». بدأت أحداث الواقعة بتلقى اللواء أحمد سالم الناغى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة إخطارا من شرطة النجدة بوقوع تصادم مروع أعلى محور المنيب، تبين أن سائق سيارة نقل بمقطورة كان يسير بسرعة جنونية محاولا الصعود إلى الكوبرى من الاتجاه المعاكس فى الوقت الذى كانت فيه سيارة ميكروباص تقل مجموعة من الأشخاص وتسير بسرعة زائدة واستقرت السيارة النقل أعلى الميكروباص مما أدى إلى مصرع وإصابة 13 شخصا، وانتقل رجال الحماية المدنية إلى مكان الواقعة لاستخراج جثث الضحايا والمصابين من السيارة بعد أن قطع رجال الإنقاذ السيارة لاستخراج الجثث. تحرر محضر بالواقعة وأخطر المستشار مجاهد على مجاهد المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة وتولت النيابة التحقيق.