تعددت معانيها وأسماؤها، ففى إنجلترا قيل إن رياضة البلياردو اشتهرت باسم لعبة (بل) أو (يرد) ثم أصبحت (بلياردو)، أما فى فرنسا فقيل إن كلمة بلياردو مشتقة من كلمة (بيليارتز) النورماندية الفرنسية ثم هُذبت إلى (بليارد)، ومما لا شك فيه أن ترجمة أو صياغة الكلمة مشتقة من كلمة (باردة) أى الكرة الخشبية، ولكن فى حى «زنين» كان المعنى مختلفا. «كرة العصاية» هكذا سماها صبية زنين، تلك المنطقة العشوائية على أطراف ضاحية بولاق الدكرور، اللعبة التى عرفها العالم منذ أوائل القرن الخامس عشر وصلت إلى زنين مع أوائل هذا العام واحتلت شوارعها لتضيف إلى ساكنيها مرحا جديدا بدأ ينتشر أكثر مع اقتراب الشهر الكريم. «رمضان بيحب السهر والتسالى»، هكذا برر أحمد صاحب سنترال الاتصالات شراءه لثلاث طاولات للبلياردو قبيل بداية رمضان، «العيال تحب تلعب وتسلى صيامها». نهار رمضان يختلف عن ليله، فالنهار يخصص للأطفال، أما بعد التراويح فالشباب هم الأكثر إقبالا، «بعد الصوم والصلاة الشباب ييجى يلعب أحسن من القعدة على القهوة». «شهر مفترج بس الدنيا حر أوى، وزهقنا من قعدة المسلسلات»، هكذا قال محمود الذى فرح بنجاحه فى الإعدادية هذا العام وأخذ وعدا من أبيه أن «يلعب على الترابيزة طول الإجازة»، فلم تستطع مسلسلات رمضان وبرامج الفضائيات أن تجذب انتباه شباب وأطفال حى زنين وفضلوا السهر أمام «كرة العصاية» على الجلوس أمام التليفزيون. «الترابيزة بتيجى مستعملة ما نقدرش على تمن الجديدة»، لا يستطيع أحمد صاحب الطاولات أن يدفع أكثر من ألف جنيه فى الواحدة بكامل مستلزماتها، الطاولة الجديدة تتكلف 5 آلاف حنيه، «الجيم بجنيه وآخر اليوم اللى بيكسب عشر جيمات له جيم هدية»، حيلة ترويجية يستخدمها صاحب المشروع للترويج للعبة فى المنطقة، «مش حيلة والله ده بس عشان رمضان كريم».