جهاز تنفس صناعي متعدد السرعات، يبلغ ثمنه 425 ألف جنيه، لا يوجد منه في محافظة الغربية غير جهاز واحد بالمستشفى الجامعي للمحافظة، تكاتف أهالي مدينة زفتى لتجميع ثمنه وشراءه وتوفيره لقسم الحضانات بمستشفى زفتى العام، لينضم لمجموعةٍ من الأجهزة التي وفرها الأهالي على نفقتهم الخاصة وبجهودهم الذاتية. "مستشفى زفتى العام بقى صرح طبي بجهود الأهالي" هكذا بدأ مجدي العادلي، أحد أهالي زفتى وعضو مجلس أمناء المستشفى، حديثه ل"الوطن"، مؤكدا أن الأهالي في المدينة دومًا ما يتكاتفون لشراء الأجهزة الناقصة في المستشفى بجهودهم الذاتية، وجمع التبرعات. جمع ثمن جهاز التنفس سريع التردد ليست المرة الأولى التي يتبرع فيها الأهالي لشراء أجهزة للمستشفى، حسب تأكيد الرجل الذي أطلق مبادرة تجميع ثمن الجهاز مع آخرين، حيث جهز الأهالي قسم الحروق بالكامل بأجهزة يتخطى ثمنها مليون وخمسمائة ألف جنيه، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأجهزة الطبية تجميع ثمن جهاز التنفس استغرق حوالي شهرين، وتم تسديد ثمنه لمندوب الشركة على عدة أقساط، بحيث يتسلم الأموال من الأهالي مباشرةً دون وسيط "المندوب كان بييجي ونكلم الناس اللي عاوزة تتبرع تيجي تدفعلهه، مكناش بنمسك فلوس في إيدينا من حد". الشركة التي اشترى منها الأهالي الجهاز كان لهم دورٌ كذلك في تجميع ثمنه بعد علمه أنه بالجهود الذاتية، حيث خصمت من ثمنه 75 ألف جنيه، حيث كان سعره الأصلي نصف مليون جنيه، قبل أن يصل إلى 425 ألف جنيه. "الجهاز ده مش موجود منه في الغربية غير واحد بس في مستشفى الجامعة وعليه قايمة انتظار لمدة شهور" هكذا وصفت الطبيبة شيرين حمدي، رئيس قسم الحضانات بالمستشفى وصاحبة مبادرة التبرع، أهمية الجهاز، فالأطفال الذين لا يستجيبون لجهاز التنفس العادي لابد من وضعهم على الجهاز عالي التردد. قائمة الانتظار الطويلة، وبعد المسافة بين المدينة والمستشفى الجامعي، كانت تتسبب في وفاة بعض الأطفال المولودين بمشاكل في الرئة، ولا يُظهرون استجابة للجهاز العادي، إلا أن رغبة الأهالي في توفير الجهاز جعلت الحصول عليه ليس صعبًا، وزاد من احتمالية إنقاذ الأطفال "الجهاز ده فاعليته 5 أضعاف الجهاز العادي وبيقلل مدة العلاج". الجهاز الذي سدد الأهالي ثمنه على ثلاثة أقساط، ليس الجهاز الوحيد الذي اشتراه الأهالي عن طريق التبرعات، حسب رئيس قسم الحضانات في المستشفى، فالتبرعات والجهود الذاتية وفرت للمستفى أجهزة يتخطى ثمنها المليوني جنيه، مثل جهازي مكون رئة، وكانيولا أنفية عالية التردد، وغواصة الصفراء، وجهاز قياس الصفراء في الجسم عن طريق الجلد، بالإضافة إلى حضانة اشتراها الأهالي بالتبرعات، وتجهيز وحدة رعاية مركزة كاملة قوامها 9 غرف و11 سريرًا.