سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«صبري عطية».. من فاقد للبصر إلى بطل عالمي في الكاراتيه حصل على الحزام الأسود ويواصل مشواره.. وخاض دورة جعلته مدرباً للعبة.. ويؤكد: «اللى عايز يحقق حاجة مايقفش عند وضع معين»
يقف منتصب القامة على بساطه المربع، يوجه أذنه صوب خصمه فيرصد حركته ويحدد مكانه ليفاجئه بضربة مباغتة، يطلق إحساسه ليستشعر الهواء المنبعث من حركة يد منافسه فيتفادى ضربته.. «صبرى عطية»، أول فاقد للبصر يحترف لعبة «الكاراتيه»، ويحصل على العديد من البطولات بأقل الإمكانيات. «الموضوع كله إنى كنت بهزر مع الكابتن وقلت له: ماينفعش ألعب كاراتيه؟»! من مزحة عابرة هدفها السخرية من واقع أليم إلى حقيقة تشهد عليها الأسماع والأبصار، بدأ «صبرى» ممارسة الكاراتيه منذ أكثر من 10 سنوات، ولم يعبأ بتحذيرات أمه: «إنت بتخاف حد يضربك، إزاى هتلعب وانت مش شايف؟»، وحوّل كلمات المجاملة المستمرة من مدربه إلى ثقة كاملة دفعته إلى الاعتماد عليه فى البطولات. ساعات طويلة من التمارين الشاقة، وتدريبات لا تعرف الهوادة، أهلت «صبرى» للحصول على الحزام الأسود فى الكاراتيه بعد تخطيه لعدة درجات: «فى الأول كانوا بيدونى الدرجات شفقة عشان إعاقتى، لكنى طلبت من الكابتن إنى أتعرض على لجنة من الخبراء وهما يقيمونى، وعديت الحزام البنى والبرتقالى ووصلت للحزام الأسود، ولسه هكمل عشان أوصل لآخر درجة فيه». «الكاتة»، هى ما ساعدت «صبرى» على تحديد اتجاهات الخصم بعناية والقدرة على مواجهته دون رؤيته: «الكاتة دى عملية اقتتال وهمية، باتخيل إن قدامى حد وباقعد أضرب فيه، وليها مجموعة حركات معينة بطريقة واتجاهات محددة». أكثر من 15 ميدالية ذهبية حصل عليها «صبرى» منذ بدايته، كان أبرزها حصوله على بطولة الجمهورية للمعاقين عامى 2009 و2012، وحصوله على العديد من البطولات على مستوى محافظة الجيزة ومنطقة 6 أكتوبر: «فى البطولات دى كنت باكسب ناس مبصرين مش بس عندهم إعاقة، حتى الكابتن بتاعى نجحت إنى أكسبه». «صبرى»، الذى فقد بصره فى سن الرابعة والحاصل على ليسانس اللغة العربية من جامعة الأزهر، رأى أن يتخذ لنفسه طريقاً آخر غير التدريس أو العمل بمجال دراسته: «لأنى كان نفسى أنجح فى حاجة جديدة ماحدش عملها قبل كده، وأثبت أن الكفيف يقدر يعمل أى حاجة بس الفرصة تيجى». لم يتوقف حلم الشاب الكفيف عند تحقيق شىء فريد لم يسبقه إليه أمثاله، بل يطمح إلى الوصول للعالمية وتمثيل مصر ورفع علمها عالياً: «أكتر حاجة نفسى فيها إنهم يضموا الكاراتيه للأولمبياد، عشان مصر تفخر بإن عندها كفيف جاب لها ميدالية، لكن للأسف ماحدش بيهتم كالعادة». الحكاية لم تنته، من لاعبٍ أذهل الجميع بحركاته وسرعة بديهته إلى مدرب ينضم إلى كتيبة معلمى اللعبة، حيث حصل «صبرى» على دورة تتيح له تدريب الناشئين الجدد فى لعبة الكاراتيه: «اللى عايز يحقق حاجة مايقفش عند وضع معين، ودايماً يطور من نفسه، وحلمه هيتحقق طول ما هو حطه قدام عينه».