التقطت عدسات المصورين، خلال القمة الثلاثية بين إيرانوروسياوتركيا، لقطة معبرة تختصر حال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوريا. ويظهر مقطع فيديو، منشور على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أردوغان يتناول المكسرات الإيرانية بشراهة، في وقت يسعى جاهدا لنيل فتات الكعكة السورية. ولم يتبق لأردوغان إلا الفتات بعد أن رضخ للأمر الواقع المتمثل في نيل طهران الحصة الأكبر، وعقد رؤساء إيرانوروسياوتركيا، قمة ثلاثية في طهران، لبحث الأوضاع في محافظة إدلب، آخر معقل تحت سيطرة الفصائل المسلحة. واختارت تركيا التوجه إلى روسياوإيران في إطار ما أطلق عليه "حلف أستانة"، للحصول على نصيب من الكعكة السورية والحماية من تقلبات العلاقة مع الغرب،وفقا لما ذكرته قناة "سكاي نيوز عربية" الإخبارية. في مقابل ذلك، انقلبت أنقرة على شعارات "رحيل الأسد"، فبقاء النظام السوري أصبح قربانا للحلفاء الجدد، وتعد أنقرةوطهران وموسكو الأطراف الخارجية الرئيسة في الحرب السورية، لكن لكل دولة مصالحها الخاصة في الحرب السورية القائمة منذ سنوات. وتريد إيران أن يبقى لها موطئ قدم في البلد الواقع على البحر المتوسط، الذي يجاور إسرائيل ولبنان، بينما تخشى تركيا، التي تدعم قوات المعارضة ضد قوات الحكومة السورية، من تدفق اللاجئين الفارين من أي عمل عسكري قد يثير اضطرابات في المناطق، التي تسيطر عليها حاليا في سوريا، أما روسيا فتريد الحفاظ على حضورها الإقليمي لملء الفراغ الذي خلفه تردد أمريكا حول ما تريده من النزاع. وقال متابعون إن اتفاقا بين هذه الأطراف بشأن شمال سوريا، آخر محطة في الأزمة، سيؤدي إلى تقسيم النفوذ وإنهاء الحرب على الطريقة الروسية الإيرانية، وبما يخدم بقاء رئيس الحكومة السورية بشار الأسد، بينما لن يكون من نصيب تركيا إلا من "الفتات".