هنجيب سيرتكم.. لم مراتك واخد لى بالك إنت: فبعد الفحص والمحص والتمحيص ظهرت النتيجة الحقيقية والمهمة. إحنا مجتمع بنكافىء "المتحرش".. أيوه بنكافؤه، واحد هيرد يقول لى جرى إيه يا أبلة بنكافؤه إزاى إنتى بتخرفى ولا إيه؟! هقول له لأ.. مبخرفش زى ما بقولك كده يا أسطى إبراهيم بنكافؤه، إدينى فرصه طيب أفهمك.. ولا تفهمينى ولا أفهمك امشى من قدامى الساعة دى. الست "فوزية" هى كمان مش عاجبها الكلام، مصمصت شفايفها وقالت هو فى إيه يا أختى ما تعقلى الكلام قبل ما تقوليه، حلمك عليه بس يا ست الكل هشرح لك حالا أهو، يا أختى ولا تشرحيلى ولا أشرح لك، اشرحى لنفسك أنا مش فاضية لكلامك اللى يموع النفس ده أقوم أعمل لقمة للراجل بدل ما تقلبي لى دماغى، قال بنكافىء المتحرش قال. أيوه إحنا مجتمع بنكافىء المتحرش وبنشجعه وبنصقف له كمان. بنشجعه لما بنهاجم الضحية وبدل ما نبقى فى صفها بنقلب الدنيا كلها ضدها وكأننا بنعاقبها على ذنب ارتكبته. بنشجعه لما بنسيب الكارثة الحقيقية اللى هى التحرش بالأنثى، ونمسك فى الحاجات التافهة اللى زى "كانت لابسة إيه وماشية إزاى". بنشجع المتحرش لما نقول للضحية إيه اللى بيخرجك الشارع، ما تقعدوا فى بيوتكم بدل ما تقلبوا لنا دماغنا كل شوية، وكأنك بتقول لها "استحملى بقى اللى يحصل لك طالما ارتضيتى إنك تخرجى من بيتك علشان تتعلمى أو تشتغلى أو تمارسى طموحك وكإنها بتتعاقب على ممارستها لحياتها الطبيعية". شجعنا المتحرش يا ست فوزية لما قعدتى إنتى وجوزك تشتموا فى البنت اللى الراجل اتحرش بيها قدامكم فى الأتوبيس وشوفتوه بعنيكم ومحاولتوش حتى تدافعوا عنها لما قررت تفضحه والناس وقفوا ضددها، مع إن إيمان بنتك كل يوم بتركب الأتوبيس تروح الجامعة وممكن تتعرض لنفس الموقف ومش هتلاقى اللى يقف جنبها. شجعت المتحرش يا أسطى إبراهيم لما شفت الراجل اللى اتخانق فى الشارع من أسبوع مع الشباب لما اتحرشوا بمراته وما اتحركتش من مكانك، واكتفيت بإنك تقول ما كان يلم مراته ويقعدها فى البيت أحسن من وجع الدماغ ده. شجعنا المتحرش لما سيبنا القضية المهمة واتكلمنا فى الفرعيات اللى تكسف، شجعناه لما إدينا له فرصه يبجح ويقول ما هى اللى لابسة عريان، وهى اللى ماشية لوحدها، وهى اللى ردت عليا لما عاكستها، وهى اللى أغرتنى وهي وهى وهى. شجعناه لما مبقاش متحرش وبقى شخص عادى بجيب فى سيرة الضحية وبيعدل عليها وبيغلطها كمان. شجعنا المتحرش لما خوفنا بناتنا وستاتنا من المواجهة علشان الفضيحة، لما كان قررنا نلمهم بدل ما نلم المتحرش نفسه. شجعنا المتحرش لما أقنعنا البنت إنها هى الغلطانة واخترعنا لها أسباب وهمية، كانت بمثابة رسائل هامه للمتحرش بنقول له فيها اتحرش كمان وكمان وإحنا فى ضهرك. كافئنا المتحرش لما بقى الفيسبوك وسيلة مهمة لفضح الضحية واتهامنا ليها بأبشع التهم حتى وإحنا منعرفهاش. كافئنا المتحرش لما بنسيبه حر طليق بيمارس حياته بأريحية، وسجنا البنات والستات جوه سجن الخوف. مجتمعنا العبقرى كافىء وشجع وجامل المتحرش، علشان خايف من الفضيحة، علشان عارف كمان إن البنت مكسورة الجناح، وعمرها مهتعرف تاخد حقها، لدرجة إننا ممكن نصحى فى يوم نلاقى المتحرشين عاملين جمعية وبيطالبوا بحمايتهم من البنات اللى عاوزة تاخد حقها منهم. نسيت أقول لكم إن بعد الفحص والمحص والتمحيص، ظهرت النتيجة، ولقينا الحل الأمثل لمواجهة التحرش هو إننا نلم بناتنا وستاتنا ونرميهم فى بير عميق مالوش قرار. بقول لكم إيه.. أنصحكم ألا تطالبوا بقوانين تحميكم من التحرش والمتحرشين طالما ستظل قوانينكم الداخلية تقف فى صفوفهم وتقدم لهم الدعم بكل خوف وجبن.