سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من سيناء إلى القاهرة.. الإرهاب يزحف إلى الداخل اغتيال المقدم محمد مبروك أثبت أن العناصر الإرهابية تمتلك معلومات عن ضحاياها وأنها حصلت عليها "بطريقة ما"
منذ سقوط الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان من سدة الحكم.. كثف الجهاديون والمتشددون هجماتهم الإرهابية وعملياتهم الإجرامية ضد قوات الأمن والمنشآت الشرطية في سيناء، واستباحوا في ذلك دماء رجال الشرطة وجنود الجيش وآخرها العملية الانتحارية في الشيخ زويد منذ أيام، والتي راح ضحيتها 11 مجندَا وأصيب 35 آخرين من رجال القوات المسلحة. ولكن.. لم تتوقف العمليات الإرهابية عند شبه جزيرة سيناء - وخاصة في الجزء الشمالي منها - بل امتدت العمليات الإجرامية إلى الداخل.. إلى القاهرة، خاصة بعد فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة" المؤيدين لعودة الرئيس المعزول، وما شهدته عملية الفض من قوة مفرطة وعنف أدى لمقتل وإصابة المئات، وهو ما أثار غضب جماعة الإخوان وحلفائها، فهاجم متشددون قسم شرطة كرداسة بالجيزة، وقتلوا أفراده ردًا على فض الاعتصامين بالقوة، وفي أكتوبر الماضي تعرض المركز الرئيسي للأقمار الصناعية بمنطقة المعادي لهجوم بقذائف آر بي جي ولم يسفر الحادث عن أي إصابات وتبنى تنظيم "كتائب الفرقان" مسؤولية الهجوم، كما تعرض موكب وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، في مدينة نصر، لتفجير انتحاري بهدف اغتياله وأعلن تنظيم "أنصار بيت المقدس" مسؤوليته عن الحادث، وقال الوزير، في مؤتمر صحفي له اليوم، إن أجهزة الوزارة تمكنت من تحديد هوية مرتكبي حادث محاولة اغتياله، وأحدهم يدعى هشام علي عشماوي، وأوضح الوزير أن "عشماوي" ينتمي للعناصر الجهادية وأنه شارك في اعتصام "رابعة العدوية". واستمرت العمليات الإرهابية بالداخل، حيث هاجم ملثمان يستقلان دراجة بخارية كنيسة الوراق بالجيزة، ما أدى لمقتل 5 - بينهم طفلة عمرها 8 سنوات - وإصابة 17 آخرين، ومنذ شهرين تعرض العقيد أركان حرب محمد الكومي لعملية اغتيال وهو يستقل سيارة تابعة للقوات المسلحة بطريق "الإسماعيلية - القاهرة" الصحراوي، حيث أطلق مسلحون ينتمون لتنظيم "كتائب الفرقان" الرصاص على السيارة، ما أدى لاستشهاده هو مجند وإصابة مجند آخر. ويذكر أن تنظيم "كتائب الفرقان" - وهو تنظيم يتبنى أفكار القاعدة المتطرفة البعيدة عن تسامح الإسلام - كان قد أعلن مسؤوليته عن استهداف عدد من السفن العابرة لقناة السويس مؤخرًا. وفي مدينة نصر، التي شهدت عدة أحداث عنف منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة، والتي تم القبض فيها على عدد من القيادات الإخوانية، تعرض المقدم محمد مبروك، مسؤول ملف التطرف بالأمن الوطني، للاغتيال حيث أطلق عناصر ينتمون لتنظيم "أنصار بيت المقدس" 7 رصاصات عليه أدت لمقتله في الحال، وهو ما يشير إلى مدى قدرة هذه العناصر الإجرامية على تحديد هوية الضباط واستهدافهم وأنهم يمتلكون معلومات عن ضحاياهم حصلوا عليها بطريقة ما، ولم تمض أيام حتى استشهد أيضًا الضابط بقطاع الأمن المركزي النقيب أحمد سمير الكبير، في القليوبية أثناء استهدافه لأحد الأوكار الإجرامية التي تضم قتلة المقدم محمد مبروك، الذي قالت أجهزة الأمن مؤخرًا إنها تمكنت من تحديد هوية قاتليه. ومنذ أيام، ألقى مجهولون قنبلة يدوية على كمين عبود، ما أدى لإصابة ضابط و3 أمناء شرطة وحدوث تلفيات بكشك قريب من الكمين. ولعل الإفراج عن عدد من الجهاديين في عهد كل من المجلس العسكري والرئيس المعزول محمد مرسي كان له أثر في عودة الأفكار المتطرفة للمجتمع المصري والتي عانت منها البلاد كثيرًا في فترة حكم مبارك في الثمانينات والتسعينات، كما ساهمت المظاهرات المستمرة لأنصار مرسي وما يتبعها من أعمال شغب واشتباكات في بعض الأحيان، في إنهاك حكومة الببلاوي التي تواجه أيضًا أزمة اقتصادية واضطراب سياسي يجعلانها تجد صعوبات في مواجهة تلك العمليات الإرهابية.