قال العقيد أحمد فتحي، مدير إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن دمياط، إنه عقب ثورة 25 يناير بات يترامى إلى مسامعنا سؤال مكرر، وهو "مصر رايحة على فين؟" حتى بلغ هذا التساؤل ذروته في فترة المجلس العسكري وفترة حكم الإخوان. وتابع فتحي قائلاً "إلى أن أعادت ثورة 30 يونيو للشعب ثقته بنفسه من جديد، وأعادت اكتشاف هويته الحقيقية في تلاحمه بنسيجه الواحد والثقة في مؤسساته الوطنية والوقوف خلف المخلصين من قياداته كأكبر قوة دفع وإضفاء الشرعية على من يثق بهم من القيادات في اتخاذ كل الإجراءات لعبور هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة إلا أن الأمر لم يكن سهلاً في أن يثبت الشعب وقياداته على هويته التي اكتسبها منذ آلاف السنين، حيث تعرض للصعاب التي قد تصل إلى حد الإعياء في بعض الأحيان في لفظه للشرذمة الدخيلة عليه بأفكارها الغريبة المتنطعة والمتشددة في فهم الدين الحنيف". وأضاف "وبلغ بهذه الفئة أن تبيح القتل وتجعل أمره أهون من إطالة الثياب أو البنطلون فأخذت تعيث في الأرض فساداً مأجوراً تارة من دول خارجية وتارة أخرى من سيطرة الجهل على بعض أفرادها مستهدفة خير أجناد الأرض في محاولة لتفكيك الدولة وإشاعة الفوضى وعدم الاستقرار. وأكد فتحي، أنه للخروج من هذه الأزمة يجب على الشعب المصري أن يركز في استئصال العرق السرطاني المتمثل فى هذه الشراذم وهو ما لن يتأتى إلا بنشر فكر الدين السمح وثقافة التنوير كي يتكتل الشعب كله خلف قياداته المخلصة ويلفظ الجسم الغريب الذي أصابه ويتعافى ويلحق بركب الحضارة ونحن نؤمن بالله أولاً ونثق في هذا الشعب ومؤسساته في أن يلقي بهذه الفئة إلى "مزبلة التاريخ" كما فعل في الخوارج وطائفة الإسماعيليين "الحشاشين" والقرامطة وغيرهم. وختم فتحي قوله بالآية القرآنية الكريمة من سورة الرعد، بسم الله الرحمن الرحيم "أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا ۚ وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ ۚ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ ۚ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنْفَعُا لنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴿17﴾ صدق الله العظيم