قال زميل معهد واشنطن لدارسات الشرق الأدنى "عادل العدوى" أن الجيش المصري يخوض معركة حاسمة وصعبة في سيناء ضد الخلايا الإرهابية الكبرى التي سُمح لها بإقامة معاقل كبيره في شبه الجزيرة خلال عام من حكم الرئيس المعزول محمد مرسي" ، ما شكل واقعا يهدد بشكل مباشر الأمن القومي لمصر والدول المجاورة لها، وقبل كل شيء يهدد الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله. وقال الكاتب في مقال نشرته صحيفة "ذا هيل" الأمريكية المعنية بأخبار الكونجرس تعليقا على استشهاد 11 مجندا في سيناء، إثر هجوم إرهابي إن الإدارة الإمريكية بدلا من أن تعاون مصر في الحرب على الإرهاب بعد مقتل 25 مجندا في أغسطس الماضي، حدث العكس تماما عندما قرر البيت الأبيض وقف المساعدات العسكرية وتسليم الأسلحة، التي شملت طائرات هليكوبتر هجومية من طراز أباتشي المستخدمة في مكافحة الإرهاب في سيناء. وتابع الكاتب،أن إدارة أوباما لم تحدد معايير لاستئناف المساعدات العسكرية، ويبدو أنها أبقت عمدا سياستها غامضة، بما في ذلك إرسال رسائل مختلفة للحكومة المصرية سواء من البنتاجون من جهة، والبيت الأبيض من جهة أخرى، وهذا أمر يوضح وجود توترات كبيرة بين مستشار الأمن القومي "سوزان رايس" ووزيرة الخارجية "جون كيري" بشأن سياسته تجاه مصر، وهذا النوع من الغموض في سياسة الولاياتالمتحدة لا يؤدي إلا إلى تقويض العلاقة المصرية الأمريكية الاستراتيجية ويعرض المصالح المتبادلة للخطر في وقت تواجه المنطقة اضطراب شديد. وأوضح الكاتب أنه إذا كانت إدارة أوباما ترى عزل "مرسي" خطوة غير ديمقراطية، فمن المهم أن تدرك أن نظام الإخوان لم يكن واحة، علاوة على ان واشنطن تجاهلت حملة القمع العنيفة ضد المتظاهرين الذين عارضوا سلطات "مرسي" الاستبدادية، ووقفت إدارة أوباما صامتة ولم تتحدث عن الديمقراطية ولم تعلق المساعدات العسكرية لمصر. وأردف الكاتب أن زمن الإملاءات الامريكية على مصر، ولى، خاصة في هذه الأيام حيث إن أغلبية المصريين راضين عن رحيل الإخوان من السلطة، وعلى واشنطن أن تتخلى عن دور نصير الإخوان؛ لأن ذلك لن يجلب سوى مزيد من التوتر على العلاقة المصرية الأمريكية.