أكدت صحيفة «هآرتس» وجود خلافات بين الرئيس المصرى محمد مرسى ورئيس المجلس العسكرى المشير محمد طنطاوى حول الاستعانة بقيادات حركة حماس فى قطاع غزة للقضاء على «الإرهاب» فى سيناء، حيث يرغب الرئيس مرسى فى الاستعانة بحماس للسيطرة على المنظمات الموجودة فيها، بينما يرى المشير طنطاوى أن حماس هى سبب هذه المشكلة. وجاء فى تقرير لمحلل الصحيفة للشئون العربية تسفى برئيل أن الخلاف الكبير بين مرسى ووزير دفاعه طنطاوى ظهر فى طريقة وأسلوب فرض السيطرة الأمنية المصرية على سيناء، ففى حين يعتقد مرسى أن حماس ستستخدم تأثيرها على بعض المنظمات العاملة فى سيناء عبر ممارسة الضغوط على «أنصار» هذه المنظمات فى قطاع غزة، يرى المشير طنطاوى أن حماس جزء من المشكلة ويعارض قبولها كشريك ناجع وفعال فى المعركة على شبه جزيرة سيناء. وأكد برئيل - نقلاً عن مصادر مصرية - أن المشير طنطاوى «كبَّل أيدى» مرسى عندما أعلن عن إغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى، خاصة أنه لم يمضِ أكثر من أسبوعين على إعلان مرسى تمديد ساعات العمل فى المعبر ونيته تسهيل إجراءات دخول الفلسطينيين وتحركاتهم فى الاتجاهين. كما يرى برئيل أن إقامة خيمة عزاء فى قطاع غزة وتعزية خالد مشعل هاتفياً للرئيس المصرى لم تنجح فى إقناع طنطاوى الذى يشكك فى قدرة حماس على فرض سيطرتها على المنظمات العاملة من وفى قطاع غزة، وذلك على عكس الموقف الإسرائيلى، كما أنه مازال مقتنعاً بأن ضعف حماس ساهم كثيراً فى ظهور منظمات مسلحة انفصالية، وأجبرها على إقامة علاقة توافقية ومتساهلة معها. ولفت المحلل الإسرائيلى إلى أن جماعة الإخوان المسلمين فى مصر تعارض موقف طنطاوى وترى أن سياسة الرئيس السابق حسنى مبارك بالتعاون مع المشير طنطاوى هى السبب وراء إقصاء بدو سيناء، وأنها مهدت الطريق أمام ظهور «جيوب الإرهاب». وأضاف برئيل أنه رغم محاولات الرئيس مرسى تمييز نفسه عن سياسة النظام السابق فإنه يجد نفسه حالياً فى موقف صعب جداً، فبينما يحاول التعامل مع سياسة وضغوط الجيش المصرى، أعلن المرشد العام لجماعة الإخوان محمد بديع أنه يتوجب على الحكومة المصرية طلب تعديل اتفاقيات كامب ديفيد بما يسمح للجيش المصرى بنشر قواته فى مناطق حساسة ويمكن مصر من فرض سيطرتها على كامل سيناء. وتساءل المحلل الإسرائيلى عن كيفية إجراء هذا التعديل، إذ إن الرئيس مرسى لايزال يحجم عن التنسيق السياسى أو الأمنى مع إسرائيل، الأمر الذى دفعه إلى الامتناع عن تعيين وزير خارجية إخوانى. كما أن الجيش المصرى لا يمتلك حلولاً سحرية لهذه المشكلة الرئيسية، حيث إنه لا يملك معلومات تفصيلية عن أماكن وأنشطة هذه المنظمات، التى توصف عموماً بأنها تنتمى «للجهاد العالمى» أو تنظيم القاعدة، الأمر الذى يضع صعوبات كبيرة أمامه فى حربه ضدها. وبحسب المحلل الإسرائيلى، فإن قيادات حماس تحاول إقناع الرئيس مرسى بامتلاكها القدرة على التعاون على الأقل فى المجال الاستخباراتى، وهذا ما عرضه هنية ومشعل على مرسى وقيادات الإخوان، إلا أن المشير طنطاوى حتى هذه اللحظة لم يبدِ اهتماماً بعرض حماس التى كانت حتى فترة قريبة تعتمد على تمويل إيرانى. واختتم برئيل مقاله بقوله إن «الخلاف الاستراتيجى بين مرسى وطنطاوى حول دور حماس ستكون له تداعياته على شكل الحرب فى سيناء، وعلى السياسة المصرية نفسها، وهو ما يفسر تزايد حدة الانتقادات التى توجهها القوى العلمانية المصرية لأداء وتصرفات مرسى»، متوقعاً أن «يؤدى الاعتراف بعدم قدرة الإخوان على حل المشاكل الأمنية فى سيناء إلى إضعاف قوتهم فى الانتخابات القادمة، وهو ما سيجبر مرسى على استعراض قوته وتصميمه على موقفه فى مواجهة الجيش فى محاولة لإسقاط وزير الدفاع طنطاوى».