احتشد عشرات الآلاف من مؤيدي ومعارضي الحكومة البلغارية التي يقودها الاشتراكيون اليوم، في مشهد يبرز مدى الانقسام السياسي في البلاد وحالة الغموض التي تخيم على الدولة الأشد فقرا في الاتحاد الأوروبي. وخلال تجمع بالعاصمة صوفيا نظمه الحزب الاشتراكي وحليفه الأصغر في الائتلاف الحاكم حزب حركة الحقوق والحريات الذي يمثل الأقلية التركية تعهد رئيس وزراء بلغاريا بلامين أوريشارسكي بالبقاء في السلطة والمضي قدما في إصلاحات من شأنها زيادة الدخول ومساعدة المواطنين الأكثر حرمانا. وفي تجمع منفصل في بلوفديف ثاني كبرى مدن بلغاريا طالب الآلاف من أنصار حزب (مواطنون من أجل التنمية الأوروبية لبلغاريا) وهو حزب المعارضة الرئيسي باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة متهمين الحكومة بالعجز والفساد. وتولت الحكومة التي يقودها الاشتراكيون السلطة في مايو بعد استقالة حكومة تنتمي إلى يمين الوسط بقيادة حزب مواطنون من أجل التنمية الأوروبية لبلغاريا عقب احتجاجات حاشدة على الفساد وارتفاع أسعار الخدمات. وفاز حزب مواطنون من أجل التنمية الأوروبية بمعظم الأصوات في انتخابات مايو ولكنه عجز عن تشكيل حكومة. وأظهرت استطلاعات رأي بعد خمسة أشهر من إجراء انتخابات مبكرة أن البلغاريين ما زالوا منقسمين حول بقاء الحكومة في السلطة أو استقالتها. وقال محللون سياسيون إن مسيرات اليوم، قد تعمق الانقسامات. وقال بارفان سيميونوف المحلل السياسي في مؤسسة جالوب لقناة نوفا تي.في التليفزيونية الخاصة "هذه المظاهرات تظهر المواجهة العميقة بين المتنافسين السياسيين. هناك احتمال بزيادة حدة الانقسامات في المجتمع".