رفض قيادات الأحزاب المدنية وجبهة الإنقاذ الوطنى المبادرة التى أطلقها تحالف دعم الشرعية، المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسى، ودعا فيها كافة القوى السياسية لإجراء حوار والتباحث للخروج من الأزمة الحالية. واعتبروا أن هذه الدعوة «محاولة لشق صف القوى المدنية» و«شيطنة» المؤسسة العسكرية، بما يخدم مصالح «مؤيدى مرسى وجماعته». قال محمد سامى، رئيس حزب الكرامة عضو جبهة الإنقاذ الوطنى: «لن ندخل فى تحالف مع تنظيم الإخوان وحلفائه، ضد القوات المسلحة التى استجابت لإرادة المواطنين فى 30 يونيو، وأدت دورها الوطنى بالانحياز للشعب، مستدركاً: «لن نتحالف مع من تلوثت أياديهم بالدماء، ضد من يتعرضون لعمليات قتل مستمرة فى سيناء وغيرها، دفاعاً عن الوطن والشعب». وأضاف «سامى»: «لا يمكن فصل هذه الدعوة عما سبق من ممارسات عنف وإرهاب أبعد ما يكون عن الأجندة الوطنية». معتبراً أن الإخوان يريدون الزج بالقوى المدنية فى تحالف ضد «المؤسسة العسكرية»، قائلاً: «من العاقل الذى من الممكن أن يقبل هذه الدعوة؟ وأى إنسان يقبل بهذا فهو إنسان غير وطنى ولا شريف، ويعلى من المصالح الشخصية والحزبية الضيقة، على حساب مصلحة الوطن وأمنه وسلامته». وقال الدكتور محمود العلايلى، عضو الهيئة العليا بحزب المصريين الأحرار القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى: «إن هذه المبادرة مرفوضة جملةً وتفصيلا»، مضيفاً: «الوضع الصحيح الآن هو أن هناك دولة من مؤسسات وشعب وقوى ديمقراطية فى مواجهة الإرهاب. وهذا التحالف الذى يدعى الدفاع عن الشرعية هو راعٍ للعنف وممثل للإرهاب ولا يمكن وضع الأحزاب المدنية والديمقراطية المؤمنة بالمواطنة وحقوق الإنسان فى مربع واحد مع هؤلاء». وأضاف «العلايلى»: «إن جبهة الإنقاذ، والتيار المدنى عموماً، قادرون على التعبير عن أنفسهم، واتخاذ مواقفهم بحرية تامة دفاعاً عن الديمقراطية وأهداف الثورة. فى سياق متصل، انتقد مصدر عسكرى تصريحات محمد على بشر، القيادى الإخوانى، التى هاجم فيها المؤسسة العسكرية، قائلاً: «إن الجيش أعلى من هذه المهاترات التى يحاسب عليها القانون، والتى تهدف لإحداث فتنة، وهذا الهجوم سببه رفض الجيش للتصالح مع من تلوثت أيديهم بدماء المصريين وشاركوا فى ترويع المواطنين من خلال عمليات عنف ممنهجة». وأضاف: «انتماء القوات المسلحة فقط للوطن ولشعب مصر، وقيادة الجيش أكدت مراراً أنها لا ولن تتدخل فى العمل السياسى، وإنما تقوم بواجبها لحماية أمن الوطن». فى المقابل، قال على نجم، القيادى بحزب النور: «إن الحزب يرحب بدعوة الإخوان للحوار، شريطة التخلى عن فكرة عودة د. مرسى للحكم»، مؤكداً أن تحقيق هذه المبادرة «أمر إيجابى» لكل الأطراف، وسيساعد فى عملية التهدئة واستقرار الأوضاع.