طلب أ. د. إبراهيم الإبراشى، رئيس اللجنة القومية لمرض السكر، أن يخصص الإعلام المصرى بكافة أطيافه، مقروءاً ومسموعاً ومشاهَداً، ولو يوماً واحداً كل شهر لتوعية المواطنين بهذا المرض وكيفية الوقاية منه وتجنب مضاعفاته، قالها فى اليوم العالمى لمرض السكر الذى عُقد برعاية شركة «MSD»، وبالفعل كان طلبه طلباً مشروعاً ومهماً وملحاً؛ لأن مرض السكر مرض ثقافى واجتماعى مرتبط بثقافة المجتمع قبل أن يكون مرضاً جسدياً مرتبطاً باختلال الجسد، وطبقاً لتوصيات جمعيات السكر العالمية تم إلغاء عبارة ووصف مريض سكر إلى إنسان مصاب بالسكر Diabetic person؛ لأنه بالفعل إنسان لديه بنكرياس منهك، لكنه لو التزم بالنصائح الطبية السليمة ومارس نمط الحياة الصحيح فهو «بنى آدم» طبيعى جداً؛ لذلك أهم علاج للسكر ليس مجرد القُرص أو الحقنة، لكنه قبل ذلك الحفاظ على الوزن السليم وممارسة الرياضة التى ليس من الضرورى أن تكون عنيفة واحترافية أو فى جيم، لكنها من الممكن أن تكون مجرد رياضة المشى، وليس الغرض من العلاج فقط هو الحفاظ على نسبة السكر المنضبطة، بل الأهم هو الحفاظ على المصاب من المضاعفات، ولا بد أن تنتهى أسطورة أن مريض السكر مريض معوق، كما تروج بعض الأعمال الدرامية المصرية، ويكفى أن نعرف أن عباقرة ورياضيين ونجوماً كباراً ومشاهير عظماء كانوا مرضى بالسكر، هناك توماس أديسون، صاحب الألف اختراع، الذى أنار العالم بمصباحه الكهربائى، وهناك جمال عبدالناصر ونجيب محفوظ وتيتو وسيهانوك وتوم هانكس ولاعب الكريكيت الباكستانى العالمى وسيم أكرم وغيرهم من النجوم والعباقرة. لا بد أن نتخذ من 14 نوفمبر، اليوم العالمى للسكر، بداية لتبديد الأوهام والخرافات والخزعبلات التى تقف حائط صد وحاجزا مانعا ضد إنقاذ مصابى السكر، التى تجعل من علاجه مهمة فى منتهى الصعوبة، من ضمن هذه الخرافات والخزعبلات: السكر العصبى الذى سينتهى بانتهاء العصبية، والحقيقة أن هناك استعداداً وراثياً جينياً مع عوامل السمنة ونمط الحياة الكسولة، إنه الكوكتيل الصانع للسكر، هناك خرافة فوبيا الأنسولين وخرافة أننى ما دمت أتناول الأنسولين فسأفتح على الرابع وأدوس بنزين فى الأكل! وخرافة أننى كمصاب بالسكر محروم تماماً من النشويات، وخرافة أن السكر لا بد أن ينتهى بمضاعفات العين والكلى، وهى فى الحقيقة أشياء من الممكن ومن السهل تجنبها تماما، وخرافة أننى ما دمت أتناول سكر دايت فلأتناول أى كمية؛ لأنه لا ضرر منه، وأيضاً خرافة أن أى كميات ضخمة من الفواكه ليست مضرة لأنها ليست سكراً مخلقاً، وخرافة أن الأعشاب لو لم تفد لن تضر... إلى آخر تلك الخرافات التى تلتصق بذهن المواطن المصرى وتجعله نهباً للدجالين وتجار بيزنس طب العطارة البديل!! والتى تجعل علاج المواطن المصرى المصاب بالسكر أشبه بمطاردة قطة سوداء فى الظلام الدامس.