لم يتبق من محمد بدوى، الذى قُتل برصاص الإخوان أثناء وجوده مصادفة بشارع عدوى سليم بالعمرانية بعد أن أصيب بطلق نارى فى الصدر، سوى «جاكت وبنطلون» ملطخين بدماء.. ومبلغ 3 جنيهات ثمن «عبلة كشرى» ذهب لشرائها فأصيب بطلق نارى فى القلب ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال. محمد بدوى زايد، 11 سنة طالب فى مدرسة عقبة بن نافع، كان يجلس فى شقته بالطابق الأرضى بعقار فى المنطقة وذهب لشراء علبة كشرى فقُتل فى المسيرة التى نظمتها جماعة الإخوان.. محمد قال لوالدته: «أنا عايز فلوس عشان أنا جعان وعايز اشترى كشرى»، تلك الكلمات آخر حديث لمحمد وأثناء ذهابه فى الشارع لقى مصرعه برصاص الغدر. الطفل الشهيد من أسرة مكونة من 3 أفراد، والده محبوس على ذمة قضية لُفقت له من جماعة الإخوان منذ حوالى سنة ونصف.. والدته تقوم بتحمل المسئولية ولديها محل منظفات حتى تتمكن من الإنفاق عليه. «منى»، والدة الشهيد محمد، كانت فى الشارع وسمعت بخبر مقتل نجلها.. انطلقت صرخاتها التى لم تنته، وأسرعت إلى نجلها وشاهدته غارقاً فى دمائه فسقطت على الأرض أمام باب مستشفى الإسلامية وهى تحضن نجلها وتقول: «حسبى الله ونعم الوكيل فى جماعة الإخوان.. حبسى الله فى مرسى وعشيرته.. ربنا ينتقم من جماعة الإخوان»، ودخلت فى حالة إغماء قرابة 6 ساعات متواصلة. الوطن التقت خالته «سعاد»، وبدأت كلامها بقولها: «حسبى الله ونعم الوكيل، إيه ذنب محمد عشان يقتلوه؟ هو مش إخوانى ولا يعرف حاجة عن المظاهرات». وأضافت قائلة: «إحنا عارفين إن كل يوم الإخوان بتنظم مسيرات فى المنطقة ووالدته نسيت إن فيه مظاهرات النهارده، وبعدين محمد طلب منها فلوس عشان يشترى كشرى.. ومفيش ربع ساعة والمسيرات انطلقت فى المنطقة وأطلقوا الرصاص على الأهالى.. وقُتل محمد برصاصة فى القلب».. وتابعت: «محمد كان طالب متفوق فى الدراسة وكان محبوب بين أهالى المنطقة.. إحنا عايزين حق محمد.. عايزين إعدام لمرسى وعشيرته عشان يقتلوا طفل كل ذنبه إن هو نزل من بيته عشان يشترى علبة كشرى يرجع لأمه ملفوف فى كفنه وماسك 4 جنيه فى إيده». وأضافت: «إحنا ناس ملناش فى السياسة ولا حاجة.. بس من النهارده لو شفنا الإخوان فى مسيرات هنولع فيهم.. لازم ناخد حق محمد.. من الإخوان». أما محمود أحمد، 20 سنة، طالب، الشاهد على الواقعة، فقد قال: «كان فيه مسيرة من جماعة الإخوان كانت فى منطقة العمرانية وبالتحديد فى شارع عدوى سليم فى الزهراء.. وأثناء سير المسيرة كان فيه توك توك مشغل أغنية تسلم الأيادى.. وبعد شوية رفع جماعة الإخوان إشارات رابعة.. وبعدين أهالى المنطقة رفعوا علامة السيسى.. ومفيش 10 دقائق أطلق الإخوان الصواريخ والخرطوش».. وأضاف أن «أهالى المنطقة قاموا برشقهم بالحجارة، وأثناء ذلك أطلق جماعة الإخوان الرصاص على الأهالى بطريقة عشوائية. وتابع قائلاً: «أثناء الاشتباكات وصلت سيارة نزل منها شاب ملثم يحمل إشارة رابعة، وأطلق الرصاص بطبنجة 9 مللى.. وأثناء ذلك محمد كان نزل من البيت أصيب بطلق نارى فى القلب وسقط على الأرض غارقاً فى دمائه. وأضاف: «إحنا حملنا محمد وانطلقنا على دراجة نارية إلى مستشفى الإسلامية بالعمرانية.. ورفض المستشفى استلام الحالة.. وهنا حضرت والدته وسقطت على الأرض فى حالة إغماء أمام المستشفى.