حاولت إسرائيل إلقاء تهمة اغتيال الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، أمس، على أرملته سهى عرفات، بعد تأكيد العقيد السابق بالمخابرات الإسرائيلية مردخاي كيدار، إن أرملته هي المرشحة الأولى لتسميمه إذا كان الأمر صحيحا. وقال: "إذا ثبتت تسميم عرفات، فإن المرشحة الأولى لتسميمه هي سهى عرفات التي تريد اليوم إخفاء ما قامت به. الكثير من الفلسطينيين يعلمون أنها كانت تريد أن تتخلص منه". وتعليقا على الاتهامات الموجهة إلى إسرائيل بهذا الخصوص، وصف كيدار الاتهامات ب"السخيفة والمضحكة"، مضيفا "لو قامت إسرائيل بهذا الشيء، من المؤكد أنها استخدمت سم يختفي ولا يترك أي بصمات كي لا يجدها أحد"، مؤكدا أن "البولونيوم يمكن لكل واحد أن يشتريها من كوريا الشمالية أو إيران أو أماكن أخرى". في سياق متصل، اعتبرت حركة "حماس" بيان اللجنة المركزية ل"فتح" بشأن اغتيال "عرفات"، لا يرتقي لمستوى الجريمة. وقال سامي أبو زهري، الناطق باسم "حماس"، إن "بيان (فتح) لا يتضمن أية خطوات جادة لكشف المتورطين"، مشيرا إلى أن استمرار التفاوض في ظل هذه النتائج يمثل تبرئة للاحتلال، فيما طالب وزير العدل الفلسطيني علي مهنا فرنسا، بتسليم تقريرها حول العينات البيولوجية ل(عرفات) إلى لجنة التحقيق الرسمية حول وفاته". من جانبه، اتهم توفيق الطيراوي رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية في وفاة "عرفات" إسرائيل، باغتيال الزعيم الراحل. وقال: "إسرائيل هي المتهم الأول والأساسي والوحيد في قضية اغتيال عرفات"، فيما قال رئيس اللجنة الطبية عبدالله البشير، إن التقرير الروسي أفاد أن "التحاليل لا تعطي دلائل كافية يعتمد عليها لتحدد أن البولونيوم 210، هو فعلا سبب الوفاة". يذكر أن عرفات أصيب بمرض غامض في أكتوبر 2004، خلال حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقره ب"رام الله"، على خلفية أحداث انتفاضة الأقصى، ما استدعى نقله إلى مستشفى "بيرسي" العسكري الفرنسي، وأخفق الأطباء في تشخيص حالته، ودخل في غيبوبة ما لبث أن توفي بعدها في 11 نوفمبر 2004.