أكد مشايخ الطرق الصوفية في ختام مؤتمرهم الذي عُقد في باريس لتأسيس الاتحاد العالمي للطرق الصوفية، برئاسة الشيخ علاء أبو العزائم، أن "الصوفية هي الحل" لمشكلات الأمة، وأن المنهج الصوفي يمكنه إيجاد الحلول لجميع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها الأمة الإسلامية، وطالبوا بأن تكون الصحوة الجديدة صوفية المنهج. وشدد مشايخ الصوفية على ضرورة خروج أتباع الصوفية ومريديها ومحبيها "من الخلوات إلى الجلوات"، وأن يتحول الصوفيون من صالحين إلى مصلحين، وأن ينتشروا في المجتمعات الإسلامية لقيادة عملية الإصلاح ونشر آداب وأخلاق الإسلام السمحة والمعتدلة، في مواجهة أفكار العنف والتطرف والإرهاب. وقال الشيخ علاء أبو العزائم رئيس الاتحاد العالمي للصوفية، إنه من الضروري تحريض المسلمين وعلى رأسهم الصوفيين، على الخروج من خلواتهم إلى المجتمع وقيادته، وأن يمارسوا حقوقهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وألا يتركوا الساحة لتنظيم الإخوان المسلمين والوهابيين وحلفائهم السلفيين، وأن يعمل الصوفيون على استثمار ثقلهم البشري والروحي في خدمة الدعوة الإسلامية السمحة ونشرها بين الناس، وتحجيم الأفكار التكفيرية التي ينشرها الإخوان وجماعات العنف، مشيرا إلى أن التنظيم العالمي للصوفية سيكون على رأس أهدافه مد يد العون والمساعدة للمسلمين في جميع أنحاء العالم، حتى لا يستأثر بهم التنظيم الدولي للإخوان. وقرر المشايخ إنشاء صندوق مالي لتمكين الطرق الصوفية من تنفيذ برامجها وخططها الإصلاحية، والعمل على نشر الزوايا الصوفية في جميع أقطار العالم، وجعلها مراكز إشعاعية للفكر الإسلامي المعتدل والسمح. وأعلن الصوفيون إقامة قناة فضائية لهم، تعمل على توحيد كلمة المسلمين، والتصدي للإعلام والدعايات الإخوانية والسلفية والوهابية، وإقامة مجتمع إسلامي يتحلى بأخلاق الإسلام الصحيح، على غرار ما فعله أقطاب الصوفية محمد الفاتح والعز بن عبد السلام وعمر المختار وعبد القادر الجزائري والجنيد والرفاعي إبراهيم الدسوقي والسيد البدوي وأبو الحسن الشاذلي، حيث قاد هؤلاء الأمة للنصر على أعدائها. وفي نهاية أعمال المؤتمر، وجَّه الشيخ أبو العزائم الدعوة لعقد جمعية عمومية يحضرها جميع الأعضاء بمقر الاتحاد التنفيذي في القاهرة، يوم 22 نوفمبر الجاري؛ للاتفاق على خطة العمل ووضع خارطة طريق للتحرك في مصر وجميع أنحاء العالم.