بدأ التطبيق الفعلي لفرض رسوم جمركية أمريكية الجديدة على واردات من الصين فجر الجمعة الماضي، حيث فرضت الولاياتالمتحدة تعريفة على البضائع الصينية بقيمة 34 مليار دولار، تشمل 818 نوعا من المنتجات الصينية. عمليا يمكن أن تؤثر الحرب التجارية بين أمريكاوالصين على بلدان أصغر حجما بشكل أكثر حدة من تأثيرها على البلدين المتنازعين، وكرد فعل فرضت الصين تعريفة على بعض الواردات الأمريكية، إلا أن الرئيس الأمريكي رونالد ترامب، أشار إلى إمكانية إصدار تعريفة إضافية تشمل ما قيمته 500 مليار دولار من السلع الصينية إذا فكرت بكين بالانتقام. وقالت وزارة التجارة الصينية إن "الولاياتالمتحدة تفتح النار على العالم بأسره"، محذرة من أن "هذه التعريفات الجديدة التي فرضتها واشنطن سوف تؤثر على سلاسل التوريد العالمية". ووعدت الصين بالانتقام وأعلنت فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية ردا على الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة، ما يُنذر بأكبر حرب تجارية في التاريخ الاقتصادي. ونظرا لهذه التطورات، أعد الاقتصاديون في شركة "Pictet Asset Management" المتخصصة في دراسات الأسواق الدولية، قائمة بالدول الأكثر تضررا من الناحية الاقتصادية من هذه الحرب التجارية بين الدولتين. واعتمدت الشركة، في تصنيفها وفقا لأرقام كابيتال للدول، على حجم مشاركة هذه الدول في سلسلة القيمة العالمية، فأكثر الدول تضررا هي تلك التي تورد المواد الخام إلى دول أخرى، التي تستخدمها في إنتاج السلع للتصدير، فكل من تايوان وكوريا الجنوبيةوسنغافورة وأيرلندا عرضة للخطر، وأن تلك الحرب التجارية بين بكينوواشنطن قد تنعش مناطق أخرى بحثا عن بديل للسوق الأمريكي، خاصة في شمال إفريقيا على سبيل المثل، وفي الترتيب التالي توضح النسبة المئوية بجوار اسم كل دولة، ومدى مساهمة صادراتها كجزء من سلسلة التوريد عالميا. - لوكسمبورج 70.8%: وتتصدر لوكسمبورج قائمة الدول الأكثر تضررا من الحرب التجارية بين الصينوأمريكا وتشمل الصناعات الرئيسية في لوكسمبورج الخدمات المصرفية، خدمات المعلومات، الفولاذ، وغيرها من المنتجات الصناعية الأخرى، حيث تحتل لوكسمبورج وهي دولة أوروبية صغيرة المرتبة الثانية عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي للفرد بعد قطر، لكن نظرا لأنها تعتمد على التجارة بشكل كبير، فإنها أكثر الدول عرضة للتضرر من الحرب التجارية بين الصينوأمريكا.
- آيرلندا 59.2%: وتعد آيرلندا موطنا للمقر الرئيسي لشركة "جوجل" في أوروبا، ويهيمن على اقتصادها الخدمات المصرفية والتكنولوجيا الفائقة، وتحتل مركزا عاليا في الاقتصاد الأجنبي المباشر، ويمكنها أن تتأثر بسهولة بأي تقلبات تحدث في الاقتصاد العالمي.
- آيسلندا 59.3%: تعتبر آيسلندا دولة صغيرة نسبيا وتتأثر بسهولة وسرعة بأي تقلبات تحدث في السوق العالمي، وتشمل الصناعات الرئيسية التي يعتمد عليها الاقتصاد الآيسلندي السياحة وتصنيع الأسماك وصهر الألومنيوم، وتذهب معظم صادراتها إلى الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان. - ماليزيا 60.4%: لأن الصين هي أكبر شريك تجاري لماليزيا، لذلك فهي معرضة بشكل كبير للتأثر من الحرب التجارية، وتشمل أهم الصناعات التي يعتمد عليها الاقتصاد الماليزي القصدير، المطاط، زيت النخيل، والتمويل الإسلامي، إذ تُعد ماليزيا أكبر مركز مصرفي ومالي في العالم الإسلامي. - سنغافورة 61.6%: تصنف سنغافورة القائمة على اقتصاد السوق الحر المتطور باعتبارها واحدة من أكثر الاقتصادات انفتاحا في العالم، وتشمل صادراتها الكيماويات والإلكترونيات والخدمات المالية، وتتجاوز قيمة التجارة الثنائية السنوية بين الصينوسنغافورة 100 مليار دولار.
- كوريا الجنوبية 62.1%: تشتهر كوريا الجنوبية بكونها واحدة من أكثر الاقتصادات تقدمًا من الناحية التكنولوجية، إذ تنتج الآلات الكهربائية والسيارات والفولاذ والسفن، وتعد كوريا الجنوبيةوالصينوأمريكا من أكبر الشركاء التجاريين. - جمهورية التشيك 64.7%: هي أحد أعضاء الاتحاد الأوروبي، وتعد ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي الأخرى شركاء تجاريين أساسيين لها، وتركز التشيك بشكل أساسي على الهندسة فائقة التكنولوجيا. - المجر 65.1%: لدى المجر اقتصاد موجه نحو التصدير يعتمد بشكل كبير على التجارة الخارجية، والزراعة والسيارات وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات والكيماويات، وجميعها صناعات رئيسية داخل الدولة. - جمهورية سلوفاكيا 67.3%: تتميز سلوفاكيا بالخدمات القوية والصناعات الثقيلة والقطاعات الزراعية، وكانت تجارتها الخارجية تشهد نموا سريعا سنويا، إلا أن الحرب التجارية يمكن أن يكون لها تأثير شديد عليها. - تايوان 67.6%: تتسم تايوان، التي تقع قبالة سواحل الصين، باقتصاد رأسمالي قائم بشكل كبير على التكنولوجيا، وتعتبر من بين أكثر الأسواق في العالم عولمة، تشمل صادراتها الرئيسية الآلات الكهربائية مثل أشباه الموصلات وأجهزة الكمبيوتر والبلاستيك، وهي من أكثر الدول تأثرا بالركود الاقتصادي العالمي. وتعليقا على التقرير، قال الدكتور عبدالمنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن "التأثير الأكبر للحرب التي دقت طبولها فعليا منذ أيام سيكون على الاقتصاديات العملاقة القائمة على أسواق صغيرة، وتحديدا التي تعتمد في نموها على الخدمات ظهر المعادن، في المقابل ستتأثر بالفعل الدول الآسيوية التي تعتمد في نموها على صناعة السيارات أيضا مثل كوريا الجنوبية". وبشأن تأثير الحرب التجارية على مصر، قلل السيد، في تصريح ل"الوطن"، من تأثيرها إلى حد كبير جدا، لافتا إلى أن ما يحدث بين القطبين الكبيرين قد ينعش حركة التجارة كثيرا داخل قناة السويس، خاصة أن الصين لا تقف عند حدود الرد بالمثل على واشنطن بل ستبحث على أسواق جديدة تستوعب منتجاتها. فيما قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن ما يثار بشأن تأثير الحرب التجارية بين الصينوأمريكا السلبي على حركة التجارة عبر القناة عار تماما من الصحة. وأضاف مميش، في تصريح ل"الوطن": ليس من مصلحة العالم أن تقف القوى الكبيرة اقتصاديا موقف المتفرج من تلك النزاعات التجارية بين واشنطنوبكين، مؤكدا أن قناة السويس هي أهم مجرى ملاحي في العالم، وستظل هكذا، فهي الشريان الذي يغزي حركة التجارة من الشمال إلى الجنوب والعكس.