دعوة علنية وغريبة من نوعها لأحد الكتاب السعوديين للتطبيع مع إسرائيل مقابل تطبيق المبادرة العربية للسلام، أثارت ردود الفعل سواء على المستوى العربي أو على مستوى الوسط الإسرائيلي الذي رحب بهذه الدعوة. مقال الكاتب السعودي "دحام العنزي" كان بمثابة حجر ألقى في مياه "التطبيع مع إسرائيل" الراكدة مؤخرًا، نظرًا لما تسبب فيه من غضب على مواقع التواصل الاجتماعي، أو ترحيب من إسرائيل، ونشر موقع "المصدر" الإسرائيلي إلى أن الكثيرون لم ينتبهوا إلى مقال الكاتب السعودي في صحيفة "الخليج" حتى شاركت وزارة الخارجية الإسرائيلية تلك الصفحة في حسابها على "تويتر"، لافتًا إلى أن العنزي أعرب في مقاله الجريء عن استعداد السعودية لإقامة علاقات طبيعية بينها وبين إسرائيل، في حال وافقت الأخيرة على مبادَرة السلام العربية، أي إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس. ولفت الموقع الإسرائيلي إلى أن المقال جاء ردا على دعوة عضو الكنيست "يوسي يونا" من حزب العمل، الذي دعا فيه ولي العرش السعودي، محمد بن سلمان، إلى إلقاء خطاب في الكنيست، إذ كتب العنزي بجرأة: "سنفرح كثيرا لرؤية سفارة إسرائيلية في الرياض وسفارة سعودية في عاصمة إسرائيل القدسالغربية، وكلي ثقة أن كثيرا من السعوديين وأنا أحدهم سيسعدنا السفر إلى دولة إسرائيل والسياحة هناك ورؤية الماء والخضرة والوجه الحسن". وأشار الموقع إلى أن المقال حظي باهتمام واسع، وذلك بعد أن نشره الإسرائيليون، قطر، حماس، وداعمو إيران، مشيرًا إلى أن القطريون حاولوا التوضيح أن سعوديّين كثيرين عارضوا المقال في مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا: "لكن بعد فحص سريع اتضح أن هذه الأخبار غير صحيحة، وأنه فيما عدا الضجة التي شهدتها قناة الجزيرة وأثارتها حماس، لم يحظَ المقال باهتمام يُذكر". ووفق أحد التحاليل الإسرائيلية، يجري الحديث عن "أخبار" نشرتها الحكومة السعودية لمعرفة الرأي العام في السعودية إزاء التقرب من إسرائيل، وذلك قبيل عرض خطة السلام الخاصة بترامب، التي يُفترض أن تؤدي فيها السعودية دورا هاما، على حد زعم الموقع. تجدر الإشارة أيضًا إلى أن الكاتب يدعي أن تطبيع العلاقات مع إسرائيل مشروط بموافقة إسرائيل على مبادَرة السلام العربية منذ عام 2002، التي تتضمن إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية، ذلك البند التي وقّعت عليه قطر أيضا. وفي المقال الذي حمل عنوان "نعم لسفارة إسرائيلية في الرياض وعلاقات طبيعية ضمن المبادرة السعودية"، رحّب الكاتب العنزي بدعوة عضو الكنيست الإسرائيلي، يوسي يونا، لولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى زيارة إسرائيل، وإلقاء خطاب في الكنيست كما فعل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. وكتب: "نعم أتفق مع عضو الكنيست في دعوته هذه، وعلى نتنياهو إذا أراد أن يصبح شريكاً حقيقياً في صناعة السلام أن يوافق على المبادرة العربية، وأن يدعو كبير العرب وقائد العالم الإسلامي المملكة العربية السعودية"، مضيفا: "لا أعتقد أن صانع سلام مثل محمد بن سلمان سيتردد لحظة واحدة في قبول تلك الدعوة إذا اقتنع أن هناك رغبة إسرائيلية حقيقة في السلام"، كما هاجم الكاتب ما وصفه "بالحركات الإسلامية المتطرفة" التي ترتزق بالقضية الفلسطينية وتتاجر بدماء الفلسطينيين. وعقب نشر المقال، سرعان ما شاركه حساب "إسرائيل بالعربية" التابع للخارجية الإسرائيلية على "تويتر"، معلّقا على ما ذكره الكاتب بالقول: "نرد عليه أن يد إسرائيل ممدودة للسلام إلى كل دول الجوار"، وفقًا لما نقلته شبكة "روسيا اليوم".