وسط حضور كبير من المهتمين بتأثير السخرية على تشكيل اتجاهات الرأي العام المصري، شهدت مكتبة "نفرو" بوسط القاهرة مؤخرا ندوة هي الأولى من نوعها بعنوان "القلش بين ثورتي يناير ويونيو.. القلش وريثا للنكتة الشعبية"، حاضر فيها الكاتب الساخر محمد عبد الرحمن، وأدار النقاش الإذاعي الشاب أحمد مدحت. في البداية تكلم محمد عبد الرحمن عن تراجع النكتة التقليدية في العشر سنوات الأخيرة من عهد مبارك وعودة السخرية من جديد للازدهار قبيل ثورة يناير وخلال الاعتصام داخل ميدان التحرير، لكن مع اختفاء النكتة وتصدر "القلش"، أي العبارات الساخرة السريعة، قائمة اهتمامات المصريين مستفيدة من الثورة التي سببتها مواقع التواصل الاجتماعي. كما تحدث عن دور "القلش" في التوثيق الساخر لكل أحداث الثورة والآثار التي تركتها الثورة على الظاهرة مع توضيح الفروق بين القلش والنكتة، وتطور القلش ليكون أحد وسائل قياس الرأي العام. وطالب عبد الرحمن، بضرورة أن تدرس مراكز الأبحاث وصناع القرار "القلش" ليعرفوا أسباب غضب الناس فهم لا يقلشون إلا على واقعهم المرير وأكد أنه لم يعد هناك مسؤول لديه حصانة من التعرض للقلش. وحاز موضوع الملكية الفكرية للقلشة على جزء من الندوة حيث أوضح عبد الرحمن أن البعض ينسب لنفسه قلشات الآخرين كما تحدث عن أبرز نجوم القلش الآن على "الفيس بوك" سامح سمير وغيره. وأضاف عبد الرحمن، أن القلش على الرئيس المؤقت عدلي منصور صعب بسبب صمته وأن القلاش لا بد أن يكون متابعا جيدا للأحداث وأن يكون مستقلا سياسيا حتى يتمكن من السخرية من الجميع. وقال إن الإخوان فشلوا في القلش والسخرية لأنهم لا يمتلكون حسا فكاهيا وإن أنصار مرسي كانوا سببا في زيادة السخرية منه بسبب تعصبهم وطريقة كلامهم التي تظهرهم وكأنهم "خارجين" من مسلسل تاريخي. شهدت الندوة حضور الكاتب والأديب هشام الخشن، والشاعر السكندري أحمد شبكة، والمخرج إبراهيم عمر مدير مكتبة نفرو، وشريف المصري مدير منتدى جبرتي الفيسبوك، وخالد يوسف المذيع براديو حقوق دوت كوم، والكاتب لؤي الخطيب المتخصص في مجال التنمية البشرية، ومن الصحفيين خالد إبراهيم ومحمد حنفي وضياء مصطفى وأحمد عدلي.