شهد المجزر العمومي بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية، استمرار لسيناريو الإهمال الوظيفي والبيئي على مستوى قطاعاته بسبب شيوع مياه الصرف الصحي والمجاري الملوثة بدماء ذبح المواشي دون أي مراحل تطهير أمام مرأى ومسمع كافة مسؤولي المجزر وسط حالة من الاستياء والغضب الشديدين التي انتابت أصحاب المواشي والجزارين بسبب تردي الخدمة المقدمة لهم وشيوع انتقال الأوبئة بسبب ظاهرة انتشار الهاموش والحشرات الناقلة للأمراض. وكانت "الوطن " قد رصدت حالات الإهمال على مساحة أكثر من 950 متر مربع يعد مساحة المجزر العمومي الكائن من محيط منطقة الزهراء التي تحوي أكثر من 15 ألف نسمة وبالقرب من مجمع محاكم ونيابات مدينة المحلة الكبرى حيث ارتفع منسوب مياه البرك والمستنقعات الملوثة بالدماء المواشي المذبوحة في ظل انبعاث الروائح الكريهة الأمر الذي أثار حفيظة بعض العاملين داخل المجزر بسبب كثرة شكاوى المواطنين القاطنين بمحيط المجزر على الرغم من تكرار تقدم المضارين داخل المجزر وخارجه من أخطر تسرب مياه المستنقعات داخل غرف المجزر مما تسبب في حدوث تصدعات وشروخات بالجدران فضلا عن انتشار أكوام من القمامة بمحيط جوانب المجزر الملوث. "والله الأزمة الحقيقية التي تطاردنا كالتجار مواشي والجزارين هو ارتفاع قيمة تكلفة نقل العجول والمواشي المعدة للذبح فضلا عن تلوث المياه وانبعاث كميات كبيره من الهاموش والحشرات التي تصيب العاملين داخل المجزر والجزارين بلسعات ناقله للأمراض" بتلك الكلمات التقط خيط الحديث مع "الوطن " الحاج محمد حسين أحد الجزارين، لافتا إلى أن عدد من المزارعين والجزارين شرعوا في جمع توقيعات رسمية لرفعها إلى وزارة الزراعة والهيئة الطب البيطري للإعراب عن انتشار تلوث كارثي وبيئي بسبب انتشار كميات من البرك والمستنقعات داخل المجزر المنكوب. وناشد اللواء أحمد ضيف صقر، محافظ الغربية، واللواء طلعت منصور، سكرتير عام المحافظة، بضرورة التدخل الفوري وحل الأزمة بالتنسيق مع الجهات المعنية من شركة مياه الشرب والصرف الصحي. وكشفت مصادر داخل المجزر المنكوب أن كافة العاملين لا يراعون رفع كفاءة الخدمات المقدمة للجزارين والمربين من أصحاب المواشي وهو ما تسبب في انتقال أوبئة وأمراض من المواشي لبعض القائمين ذبحها بسبب شيوع عدوي "الجلد العقدي" وغيرها من الأمراض التي تهدد بنفوق المواشي بسبب التلوث البيئي اللاحق بمباني المجزر. وأشارت المصادر إلى أن حالة من الانفلات الإداري قد ضربت مجزر المحلة بسبب تزويغ بعض الإداريين والعاملين على فترات مختلفة وهو ما تسبب في انخفاض خدمات المقدمة للأصحاب المواشي في ظل عدم تحرك القائمين على إدارة المجزر اتباع الوسائل الوقائية لحماية المواشي من مخاطر الأوبئة والأمراض التي قد تؤدي إلى اصابتها بالحمى القلاعية وحمى الوادي المتصدع وغيرها. فى المقابل واجهت"الوطن" الدكتور حاتم كمال أنور، مدير هيئة الطب البيطري بالغربية بالأزمة فأصدر على الفور توجيهاته إلى الدكتور مجدي عبد الحليم، مدير مجازر العمومية بالغربية، بضرورة إحالة المسؤولين داخل المجزر للتحقيق واتخاذ كافة الإجراءات القانونية والإدارية مع المخالفين للوائح العمل والمتقاعسين عن خدمة الجزارين والمربين وأصحاب المواشي والمترددين بصورة دورية.