أثار مسح الجرافيتي الخاص بشهيدي الصحافة الحسيني أبوضيف وأحمد محمد محمود، من على جدار نقابة الصحفيين أول أمس، ردود فعل واسعة من جانب الصحفيين والمدافعين عن حرية الرأي والتعبير، كانت معظمها تشجب هذا الفعل المفاجئ، وكانت النقابة ذاتها ضمن المتفاجئين. من جانبه، قال علاء زغلول، رسام الجرافيتي وعضو لجنة الحسيني أبوضيف للدفاع عن مهنة الصحافة، إن "ما حدث يعد الاغتيال الثاني لأبو ضيف بعد استشهاده أثناء تصويره لبعض المشاهد التي تدين الإخوان المسلمين في الاتحادية". كما استنكر زغلول مسح الجرافيتي بسبب بعض الألفاظ النابية، وقال إن الرسم جاء عاليًا بعيدًا عن متناول الأيدي كي يكون محفوظًا من الألفاظ، واعتبره عذرًا غير مقبول لأن هذا الموقف يوضح تخاذل النقابة ورجوعها عن المضي في درب الحق. كما كشف رسام الجرافيتي، ل"الوطن"، عن أن هناك مفاجأة تنتظر النقابة صباح الخميس المقبل، حيث ستذهب مجموعة من الرسامين والمدافعين عن حقوق الصحافة لرسم وجهي الشهيدين أحمد محمد محمود والحسيني أبو ضيف، بالإضافة إلى رسم وجه الصحفي تامر عبدالرؤوف مدير مكتب الأهرام بالبحيرة، والذي قُتل برصاص القوات المسلحة لخرقه حظر التجوال. وفي سياق متصل، قال جمال فهمي، وكيل نقابة الصحفيين، إن من مسح الجرافيتي موظف بالنقابة كان ينوي تنظيف الجدار ولم يصدر قرار بإزالة الجرافيتي، فتحول الموظف للتحقيق وتوقف عن العمل، ولم يصاحبه أي من أعضاء مجلس النقابة آنذاك. وأضاف فهمي، في تصريحات ل"الوطن"، أنه تم الاتفاق مع فنان لرسم صورة كبيرة للشهيدين توضع في صدر النقابة كتعويض بسيط لهما عن إزالة الجرافيتي من الجدار، وأكد أن النقابة لن تتعرض لأي رسام يحاول إعادة رسم صورة الشهيدين مرة أخرى على الجدار، وقال: "نحن نرحب بالرسوم التعبيرية على جدار نقابة الصحفيين ونؤمن بحرية الرأي والتعبير لذا لن نتعرض لأي محاولات لرسم الجرافيتي مرة أخرى".