بفكرة لامعة ارتقت إلى ذهنه استطاع أن ينقل باقي زكي يوسف، أحد أبطال أكتوبر إلى قائده ليقنعه أن الجيش المصري قادر على تحطيم هذا الحصن المنيع من خلال خراطيم مياه، وبعد أن قدم أمام قادته فكرته وشرحها بشكل عملي طلب القادة استيراد خراطيم وطلمبات ماصة للمياه من الخارج بدعوى ري الأراضي الزراعية، ومن ثم إمكانية استخدامها لتخلخل الساتر الترابي وتفتح ثغرات العبور أمام القوات المصرية، واستطاع الضابط المصري أن تكون فكرته أحد مفاتيح النصر وتحطيم الحصن الذي لا يقهر في زمن أقل من 6 ساعات. ولد باقي زكي يوسف عام 1931 وحصل على الثانوية العامة في 1949 ثم التحق بكلية الهندسة ليتخصص في قسم للميكانيكا وحصل على بكالوريوس الهندسة في عام 1954، هذا الابن النجيب البار بوطنه أراد أن يلتحق بصفوف القوات المسلحة بعد أن انتهى من دراسته الجامعيه ليلتحق بها في ديسمبر 1954 من سنة التخرج نفسها، وأصبح من أحد أبناءها المخلصين، وأفنى عمره في خدمتها وتدرج في القوات المسلحة بجميع الرتب والمواقع المختلفة حتى رتبة لواء، وتكريمه بنوط الجمهورية من الطبقة الأولى على أعماله الاستثنائية في حرب أكتوبر. وعن عمر يناهز 87 عامًا توفى صباح اليوم السبت، اللواء مهندس باقي زكي يوسف، مالك فكرة عبور خط بارليف، وأحد مفاتيح النصر لعبور قواتنا المسلحة واسترداد سيناء، تحية اعتزاز وتقدير إلى ابن مصر البار الذي يظل بأعماله خالدًا بين سطور التاريخ، أحد أبناء جيل ذهبي حظيت مصر بهم وحظوا بشرف الدفاع عنها.